سين: لماذا تهاجم الإخوان؟

جيم: لأنهم كذابون ومزورون ويدعون أنهم يمثلون الإسلام والإسلام منهم براء

سين: لكنهم الآن في محنة ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم والرد على ما تكتب؟

جيم: هذا غير صحيح فالمحنة التي يدعونها هم من صنعوها ، وإن كان فيما أكتب ما يخالف الحقيقة فإبمكانهم الرد ، فمنصاتهم الإعلامية منتشرة في مختلف أرجاء الكون، وتحظى بمختلف أشكال الدعم من دول معروفة بالإسم، والإعلاميون المنتمون لهم والسائرون في أفلاكهم يمارسون الكذب والتدليس على مدار الساعة، ولعل ما تكشفه خلافات قادتهم من زيف ما يروجون عن أنفسهم لهو خير دليل على ضلال أفكارهم وفساد أخلاقهم.

سين: لكنك في هجومك عليهم تعتمد على كتابات أعدائهم؟

جيم: هذا أيضا غير صحيح فكل ما كتبت وأكتب يعتمد على ما رواه قادة التنظيم وما تضمنته من تناقضات وأكاذيب.

سين: هل لديك أقوال أخرى؟

نعم بكل تأكيد وسأواصل الكتابة وإليكم هذا المقال.

أيام من حياتها

الإسم زينب غزالي الجبيلي مواليد يناير 1917

أشهر نساء جماعة الإخوان المسلمين وإليها يعود الفضل في إعادة تنظيم صفوف الجماعة في منتصف الخمسينيات ثم التأسيس الثاني في مطلع السبعينيات، ألقي القبض عليها في قضية تنظيم عام 1965، وحكم عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة، وأفرج السادات عنها مع من شملتهم قرارات الإفراج المتوالية من قيادات الجماعة في أغسطس عام 1971 لتبدأ مع قادة الإخوان وبالتنسيق الكامل مع رجال الرئيس السادات إعادة تأسيس الجماعة وما خرج من تحت عبائتها من تنظيمات إرهابية متنوعة.

أصدرت كتاب "أيام من حياتي" تضمن كما هائلا من الأكاذيب عن محاولات اغتيالها قبل القبض عليها، وعن وقائع تعذيبها في السجن الحربي وكيف أمضت ستة أيام دون أكل أو شرب بل ودون أن تتمكن من قضاء حاجتها، وكيف أنها كانت تجلد في كل يوم نحو ألف جلدة، وكيف أنها صرعت وحشا آدميا أمره الضباط باغتصابها بعد أيام طويلة من تعذيبها، إلى آخر الأكاذيب التي دونتها في كتابها ذائع الصيت.

ظل الكتاب ولم يزل دون شك مصدرا رئيسيا من مصادر التثقيف لشباب الجماعة وفتياتها رغم أن ما يحتويه من قصص خيالية لا يمكن لأي عاقل تصديقها خاصة أنها تذكر في الكتاب أنها علمت أن أمرا صدر لعبد الناصر من المخابرات الأمريكية والسوفيتية والإسرائيلية بتعذيب الإخوان للقضاء على الإسلام!!! وأنها قرأت قرارا موقعا من عبد الناصرشخصيا ومختوما بخاتم رئاسة الجمهورية يوجه بتعذيبها "عذاب فوق ما يعذب به الرجال".

مسيلمة الإخوان

وبعد سنوات طويلة تنشر صحيفة العربي الناصرية مقالا لوكيل مؤسسي حزب الوسط والقيادي السابق في جماعة الإخوان أبو العلا ماضي مقالا عن جنازة عبد الناصر وما تحمله من دلالات استنادا لمقولة منسوبة للإمام أحمد بن حنبل من أن جنازة المرء شاهد له أو عليه.

أغضبت المقالة يوسف ندا ملياردير الجماعة ووزير مالية التنظيم الدولي فعاتب أبو العلا ماضي على ما كتب وكان ذلك في مكتب أبو العلا ماضي بشارع القصر العيني، وبعد أخذ ورد يسأله ماضي عن حقيقة ما كتب عن وقائع تعذيب الإخوان في السجون وبالتحديد ما ورد في كتاب زينب الغزالي "أيام من حياتي" ليأتي رد يوسف ندا المذهل: إذ انفجر ضاحكاً وقال "أنا مؤلف هذا الكتاب"!!

صدمة أبو العلا كانت هائلة، ورد عليه كيف تؤلف وأنت مقيم في سويسرا كتاباً يحتوي كل هذه التلفيقات عن الرجل وأنت بعيد عن تفاصيل أحداث عام 1965 التي تحدث عنها كتاب زينب الغزالي؟ أليس هذا محرماً دينياً؟!! وجاءت الصدمة الثانية عندما رد يوسف ندا: "اللي تغلب به إلعب به".

هنا يظهر يوسف ندا على حقيقته ولكن بعد أن كبرت الكذبة وبقيت عصية على التكذيب على الأقل في صفوف شباب الجماعة.

تماما كما فعل في صياغة الأكاذيب التي تضمنها كتاب محمد الغزالي.

"قذائف الحق" الذي تعرضنا له في المقال السابق.

خدعة الفنية العسكرية

خرجت زينب الغزالي من السجن في أغسطس عام 1971 لتبدأ بعدها تنفيذ مخطط إعادة تأسيس الجماعة وفق التحالف الشهير بين السادات وقادة التنظيم.

وفي عام 1974 يتم الكشف عن تنظيم الفنية العسكرية وقائده صالح سرية وهي أول محاولة مسلحة للجماعة بعد خروجهم من السجن.

بايع قائد التنظيم صالح سرية مرشد الجماعةحسن الهضيبي وأمضى ستة شهور في منزل زينب الغزالي التي عرفته على طلال الأنصاري "أحد شباب الإسلاميين من مدينة الإسكندرية" ومن ثم تشكيل التنيظم الذي دبر عملية الكلية الفنية العسكرية والتي كانت فكرتها تتمحور حول اقتحام مخازن الأسلحة بالكلية حيث تم تجنيد عدد من طلابها والتوجه لاحتلال مبنى الاتحاد الاشتراكي والإذاعة و التليفزيون ومقار مؤسسات الدولة ومن ثم اغتيال السادات ورجال الدولة وإعلان الدولة الإسلامية.

نفت الغزالي علاقة الجماعة بالتنظيم وبصقت في وجوههم أمام المحكمة واتهمتهم بأنهم لا يمثلون الإسلام وصمت المتهمون الذين كانوا اتفقوا على عدم كشف علاقتهم بجماعة الإخوان في حال سقط التنظيم في قبضة أجهزة الأمن.

وتمر السنون وينشر طلال الأنصاري الذي حكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن بالأشغال الشاقة المؤبدة كتابا عن تجربته حملت عنوان "صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة من النكسة إلى المشنقة" يروي فيه علاقة التنظيم بالإخوان وكيف بايع صالح سرية حسن الهضيبي وكيف عرض على الهضيبي وزينب الغزالي خطة التحرك للاستيلاء على الحكم ليكشف أكاذيب الإخوان وأكاذيب زينب الغزالي شخصيا.

جانبا من هذه الأكاذيب رواه لي ياسر سعد أحد المتهمين في القضية حين التقيته في الإسكندرية عام 2014 أثناء إعدادي وثائقيا عن محاولات الإخوان اختراق المؤسسة العسكرية في مصر وقال لي بالحرف الواحد أخطأنا حين صدقنا الإخوان فهم محترفون في الكذب والخداع.

وحين سألته هل تعتقد أن الإخوان يكرهون الجيش المصري؟

أجاب: الإخوان لا يكرهون الجيش فقط إنهم يكرهون الشعب ولديهم تأصيل نظري لهذا الكره فهم يرون أن الشعب لا يستحقهم لأنه لم يقف معهم حين تعرضوا لمحنة الاعتقال عامي 54 و65 وطبعا هم الآن يكرهون الشعب أكثر لأنه أطاح بهم في الثلاثين من يونيو 2013.

زينب الغزالي تبعث من جديد

رحلت زينب الغزالي عام 2005 قبل أن يعترف يوسف ندا بأنه مؤلف ما تضمنه كتابها من أكاذيب، وقبل أن يكشف طلال الأنصاري تفاصيل علاقتها بتنظيم الفنية العسكرية، رحلت لكنها زرعت في نفوس من تربوا علي يديها من عضوات وأعضاء التنظيم أن الكذب سنة إخوانية محمودة، وأن الجماعة فوق الوطن وأن المرشد هو ظل الله على الأرض، لذا فلا غرابة فيما يروجه الإخوان من أكاذيب عن عمليات تعذيبهم في السجون أو محاولات اغتصاب عضوات التنظيم على يد قوات الأمن فقد فعلتها زينب الغزالي من قبل.

ولا عجب إن نفت قيادات الإخوان أي صلة بالتنظيمات الإرهابية أو عملياتها المسلحة ضد أبناء الشعب فقد فعلتها زينب الغزالي من قبل.