عبّر الحاخام الأكبر ليهود إيران يهودا جيرامي، عن مخاوف الجالية اليهودية من إمكانية تعرّض أفرادها لهجمات مسلحة، دافعها التأثر بالأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، خصوصا الصراع بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من طرف آخر.

وذكر الحاخام جيرامي في حديثه خلال مناسبة دينية بمدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا الأميركية، أنه وأفراد الديانة اليهودية بإيران مجبرون على انتهاك بعض السلوكيات الخاصة، تحاشيا لأي إثارة للسلطة وبعض الجهات المتعصبة.

وأضاف أنه قام بزيارة إلى منزل القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الإيراني قاسم سليماني، عقب اغتياله بضربة عسكرية أميركية في العراق، لامتصاص موجة الغضب والكراهية التي كان يهود إيران يتعرضون لها آنذاك، والتي وصلت إلى حد الخوف من تعرضهم لهجمات فردية أو جماعية، بعد ظهور الكثير من العلامات الدالة على ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار جيرامي في خطابه الذي ألقاه بالفارسية، إلى الخلط الذي يحدث داخل إيران بين المواطنين اليهود الإيرانيين من حيث الهوية والحقوق، وبين إسرائيل والولايات المتحدة والصراع السياسي والعسكري بين طهران وهذه الدول.

وأضاف أن ذلك يؤسس لجملة من المخاطر التي تواجه يهود إيران، الذين يتصرفون بسلوكيات "دبلوماسية" على الدوام، لحماية أنفسهم.

أخبار ذات صلة

نتانياهو يحشد يهود أميركا ضد الاتفاق النووي
إسرائيل ترجح مقتل يهود إيرانيين مفقودين

يهود إيران

يعيش يهود إيران أوضاعا صعبة، حيث وجهت شخصيات يهودية إيرانية بارزة انتقادات واضحة للسلطات الإيرانية بسبب أحوالهم، إذ يحظر عليهم الدخول إلى عدد كبير من مواقع التواصل الاجتماعي، وتتعرض اتصالاتهم الهاتفية وتحركاتهم لمراقبة أمنية، إلى جانب إقصائهم عن العديد من المناصب العسكرية والإدارية العليا، كما أنهم يمنعون من مزاولة أو الاطلاع أو المشاركة في نشاطات خاصة تعتبر جزءا من الأمن القومي للبلاد، مثل البرنامج النووي الإيراني.

وعن الأسباب التي تؤدي لهذا النوع من التوتر بين يهود إيران وبقية المواطنين الإيرانيين، قالت الكاتبة والباحثة نازدار شكري لموقع "سكاي نيوز عربية": "الخطاب السياسي اليومي الذي يطلقه المسؤولون الإيرانيون، الذين يتقصدون استخدام قاموس الصراعات الدينية والطائفية، إلى جانب تعميق مستويات الكراهية والتشنج بين أبناء المنطقة، يؤثر على طبقات واسعة في المجتمع الإيراني، خصوصا الحلقات الاجتماعية المرتبطة بأجهزة ومؤسسات الحكم، ومئات الآلاف من المواطنين البسطاء، الذين يخلطون بين مواقفهم السياسية من إسرائيل والولايات المتحدة، وبين مواقفهم من أبناء بلدهم اليهود".

ويؤكد رجال الدين اليهود في إيران على ابتعادهم التام والدائم عن السياسة، مذكرين على الدوام باحترامهم والتزامهم بالقانون العام في البلاد.

كذلك فقد انخرط اليهود الإيرانيون في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بإيران، ويتأثرون بالأوضاع القاسية التي يعيشها الإيرانيون داخل البلاد.

جدير بالذكر أن أعداد اليهود في إيران كانت تبلغ قرابة 100 ألف نسمة حتى أوائل الثمانينيات، ويعيشون في مدن طهران وأصفهان وشيراز، لكن الأغلبية منهم هاجرت منذ الإطاحة بنظام الشاه عام 1979، ولم يتبق منهم إلا قرابة 8 آلاف يهودي.