وقع انفجار ضخم بواسطة سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت مساء الخميس، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.

واستهدف التفجير حارة حريك في منطقة بئر العبد، وهو شارع تجاري مزدحم ويضم مقر سابق لقناة المنار التابعة لحزب الله ويقع ضمن ما يسمى بـ"المربع الأمني" للحزب، الذي نفى أن يكون التفجير استهدف أياً من قادته.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أن سيارة مفخخة رباعية الدفع كانت وراء التفجير، فيما تحدثت مصادر طبية عن سقوط 5 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع بسب ازدحام المنطقة المستهدفة.

وعلى خلفية التفجير، قتلت امرأة وأصيب شخصان آخران في تجدد الاشتباكات في طرابلس شمال لبنان بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن. 

ومنذ بداية النزاع في سوريا، حصلت 18 جولة من القتال بين منطقتي جبل محسن المؤيدة للنظام السوري وباب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية، أوقعت عشرات القتلى، وساهمت في إذكاء النعرات الطائفية في البلد ذي التركيبة الطائفية والسياسية الهشة.

ويأتي الانفجار بعد أسبوع من تفجير في العاصمة استهدف وزير المالية اللبنانية السابق محمد شطح وأدى لمقتله وسبعة آخرين.

الحريري: زج لبنان في حروب خارجية يستدرج الإرهاب

وفي بيان نشره رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري على صفحته على موقع فيسبوك، قال إن الإصرار على زج لبنان في حروب خارجية، خاصة الحرب السورية، يستدرج الإرهاب إلى المدن اللبنانية، حيث يدفع ثمنه الأبرياء.

وقال الحريري إن اللبنانيين بشكل عام وأبناء الضاحية بشكل خاص، ليست لهم مصلحة في المشاركة في الصراع السوري، ودعا الجميع إلى تحييد لبنان عن الحروب المحيطة، لتوفير الاستقرار والأمن.

شربل: التفجير يرمي لخلق فتنة طائفية

وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إن هذا التفجير وغيره من التفجيرات "ترمي إلى خلق فتنة طائفية في لبنان"، لكنه أكد أن "الفتنة لن تحدث".

وأضاف شربل لـ"سكاي نيوز عربية" أنه "لا يوجد بلد في العالم يمكنه أن يحمي نفسه من مثل تلك العمليات الإرهابية. لكن يمكن الحد منها".

ودعا شربل الأطراف السياسية المتنازعة في لبنان إلى التفاوض، مشيرا إلى أن "الحوار هو السبيل الوحيد لتخليص لبنان من هذه المشكلة" في إشارة إلى التفجيرات المتكررة التي تضرب لبنان.

منصور: لا هدف سياسي للتفجير

وقال وزير الخارجية اللبنانية لـ"سكاي نيوز عربية" إن "هذا التفجير يأتي في سلسلة من العمليات الإرهابية التي تقع دون مبرر ولا هدف سياسي إلا مزيد من الخراب والدمار". واعتبر أن "العمليات الإرهابية التي تضرب لبنان والمنطقة لا علاقة لها بحزب الله".

ودعا منصور للتعاون "مع الدول الخبيرة في الشؤون الأمنية وعليه أن يتزود بالمعدات التقنية المتطورة لوقف هذه الموجات الإرهابية وعليه أيضا أن يتعامل مع الدول التي تتعرض للإرهاب".

وقال :"إن ما تتعرض له سوريا واستقرارها، يتعرض له لبنان".

وردا على سؤال حول إمكانية تورط دول في دعم العنف في لبنان، قال :" بدون دعم خارجي.. كيف ستقوم هذه الجماعات الإرهابية بارتكاب هذه الأعمال؟".

ودعت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في لبنان لاجتماع طارئ في السراي الحكومي في بيروت لبحث تداعيات الحادث.

والضاحية الجنوبية أحد أهم معاقل حزب الله  وتم استهدافها بعدة تفجيرات في الأشهر الأخيرة، بعد تورط الحزب في الحرب الأهلية في سوريا.