في الدار البيضاء والرباط وسلا وفاس ومدن عديدة في المغرب، ظهرت مبادرات تلقائية لشباب يحملون هَم المتضررين من جراء الزلزال، الذين يبيتون في العراء منذ ليلة الفاجعة.

وهب كثير من الشباب المغربي لدعم إخوتهم الذين تضرروا من الزلزال في وسط البلاد، فانطلقوا لجمع التبرعات العينية من أكل وشراب وأغطية ومواد للتنظيف.

لقطات جوية لحجم الدمار بالمغرب

 مبادرات تلقائية

محمد سعيد، شاب يسكن العاصمة الرباط، ويملك محلا للبقالة، بادر إلى ملء عدة علب كرتونية بمصبرات ومأكولات معلبة، سيرسلها مع متطوعين إلى المناطق المتضررة من الزلزال.

وقال في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "يجب على الجميع تقديم الدعم. يجب إرسال المواد والحاجيات الأساسية."

وزاد: "ما يجب إرساله، هو الخبز والماء والحليب، إضافة للأكل المعلب، كالجبن والتونة والسردين المعلب".

 

 على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت الدعوات، للإسراع بنقل الخيام والأغطية حتى تقي المشردين من البرد القارس.

كما تم نشر لوائح لجمعيات محلية موثوقة يمكنها أن توزع المساعدات وتعرف البلدات المنكوبة جيدا.

وتم إطلاق دعوات على الصعيد الوطني، لكي تتجند كل المخابز في هذه الفترة الحرجة، حيث وصلت شحنات تضامنية بها آلاف من وحدات الخبز، وأخرى في الطريق، وأخرى يجري إعدادها".

على صعيد آخر، قام عدد من أصحاب الشقق بمناطق مجاورة لإقليم الحوز، أكثر المناطق تضررا من الزلزال، بمنح إقامة مجانية للمتبرعين والمتطوعين القادمين من مختلف المناطق المغربية، قصد تيسير مهمتهم وعدم إثقالهم بعناء أداء تكاليف المبيت في الفنادق.

أخبار ذات صلة

تعاطف عربي وعالمي مع المغرب في "المصاب الأليم"
زلزال المغرب.. ما أولويات عمليات الإنقاذ؟
ارتفاع أعداد ضحايا زلزال المغرب.. وإقليم الحوز حصيلته ثقيلة
أداء صلاة الغائب بمساجد المغرب على ضحايا الزلزال المدمر

 مهنيون يعملون بالمجان

في الوقت الذي دعت فيه أحزاب سياسية مغربية، أطباء وأطر القطاع الخاص، للالتحاق بالمستشفيات العمومية، وخاصة بالمراكز الصحية في القرى المعنية بالكارثة لتقديم واجب المساعدة، بادر أطباء متطوعون لا سيما في طب العظام والباطني والأمراض المزمنة إلى تقديم خدماتهم بالمجان للمتضررين من الزلزال.

وأسس أطباء نفسانيون خلية للاستماع، واضعين أرقامهم الهاتفية رهن إشارة المتضررين، وذلك من تقديم الدعم النفسي لهم ومواكبتهم قصد تجاوز محنتهم.

قرية مغربية أصبحت أطلالا بعد الزلزال

 وحسب، جلال، أحد المهنيين المؤسسين لهذه الخلية، فقد جاءت هذه المبادرة التطوعية لفك العزلة على سكان المناطق المتضررة وتوفير الدعم لهم، لأنه "في بعض الحالات، يحتاج الإنسان إلى المواكبة النفسية أكثر من حاجته إلى الطعام والأغطية"، بحسب ما قال في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية".

وتواصل فرق الإنقاذ، متحدية وعورة المسالك وكل الصعاب، عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض وانتشال ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب ليل الجمعة السبت منطقة الحوز ومناطق أخرى بالمملكة مخلفا وفق آخر حصيلة، أزيد من 2100 قتيل.