رحب خبراء في الشأن الليبي بنتائج جولة اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" في روسيا وتركيا، خصوصا لتأثيرها على ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، مع بقاء أقل أسبوعين على انطلاق الانتخابات الرئاسية.

وشهدت الجولة للجنة (5+5) في اليومين الماضيين تأكيدا روسيا وتركيا مشتركا على التزامهما بسيادة ليبيا وإخراج المرتزقة من ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ نحو عقد. 

وعقد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف بمقر الوزارة بموسكو، الأربعاء، اجتماعا موسعا مع اللجنة بحضور أعضاء من البعثة الأممية وممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بروسيا.

وقال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، في بيان إن الاجتماع تطرق إلى اتفاق جنيف الخاص بوقف إطلاق النار وبنوده التي من أهمها إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة لتحقيق السيادة الليبية.

ونوه بترحيب نائب وزير الخارجية الروسي باللجنة، وبما حققته لضمان استمرار وقف إطلاق النار ولفتح الطريق الساحلي وإزالة الألغام، مؤكدا استعداد روسيا المساهمة في استقرار ليبيا وإنجاح عمل اللجنة العسكرية.

آلية إخراج المرتزقة

من جانبه، أكد رئيس اللجنة التابعة للقيادة العامة، الفريق امراجع العمامي، أن المباحثات أيضا مع أنقرة جرت حول وضع خطة وآلية محددة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.

وأضاف العمامي في تصريحات صحفية أن أعضاء اللجنة عقدوا اجتماعات على أعلى مستوى في تركيا، لافتا إلى وجود ترحيب بطلب اللجنة شريطة أن يكون الانسحاب متزامنا من قبل جميع الأطراف.

وتزامنا مع اجتماعات لجنة (5+5 )أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن أكدا خلاها التمسك بإجراء الانتخابات الليبية المقررة 24 ديسمبر بنجاح.

وبحسب بيان الكرملين، اتفق الجانبان على أنه لا توجد بدائل للتسوية السياسية في ليبيا وأن الانتخابات من شأنها أن تسهم في استعادة الدولة الليبية.

أخبار ذات صلة

إجراءات دولية مرتقبة حيال "بطء" انسحاب المرتزقة من ليبيا
الاتحاد الإفريقي مستعد لدعم إخراج المرتزقة من ليبيا
ليبيا.. كوبيش يكشف أسباب استقالته ويحذر من القادم
بالداخل والخارج.. نشاط مصري مكثف يسبق الانتخابات الليبية

 

اجتماع مع المراقبين

وعقدت اللجنة المشتركة أيضا اجتماعات موسعة مع المراقبين الذين وصلوا إلى ليبيا لبحث آلية عملهم المقرر أن يبدأ فور البدء في إخراج المرتزقة

وسيكون دور المراقبين وفق ما تم الإعلان عنه الإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق انار وخروج المرتزقة فضلا عل ىالإشراف على الانتخابات.

وبحسب عضو لجنة (5+5) مختار النقاصة في تصريح  لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن المراقبين جاءوا بزي مدني لا يحملون السلاح وعملهم سيكون تحت إشراف اللجنة فيما يخص المراقبة وإرسال التقارير إلى الأمم المتحدة.

توقيت مناسب.. ولكن

ومع ترحيبهم بنتائج جولة لجنة (5+5)، وضع محللون ليبيون شروطا في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" للوصول للهدف النهائي فيما يخص إنجاح الانتخابات.

ويقول المحلل العسكري الليبي، طه البشير، إن بعض الملفات كان يجب حسمها قبل الانتخابات، أولها إخراج جزء كبير من المرتزقة وضمان عدم خروج الميليشيات وقت الانتخابات لعدم العبث بالعملية برمتها.

وأضاف البشير أن زيارة اللجنة لتركيا وروسيا جاءت في توقيت سليم خاصة لقدرتهما على التأثير في ملف القوات الأجنبية، ونجاح المباحثات يعني ضمان حلحلة الأزمة.

وتوقع أن التفاهم التركي الروسي الأخير سيصب في ملصحة ليبيا لأن ملف المرتزقة هو الأكثر تعقيدا بالنسبة للجنة ولم تستطيع اتخاذ خطوات ملموسة فيه.

من جانبه، وصف المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني جولات اللجنة بأنها ضرورية في مثل هذا الوقت "فجمود الوضع قد يضر الانتخابات".

وحذر الباروني من تأخر سحب المرتزقة أكثر من ذلك؛ حيث لم يتم سحب مرتزق واحد من غرب ليبيا، فيما الانتخابات يبق عليها أقل من 20 يوما، ووجود المرتزقة قد يشعل الأوضاع مع التحريض الذي تقوده تيارات تعمل المرتزقة لصالحها وهو الأمر الأكثر خطورة الآن.

واعتبر أن الضغط على الدول الداعمة للمرتزقة يجب أن يكون تحت مظلة مجلس الأمن وليس فقط اللجنة العسكرية، مبررا بأن "الأمر أكبر من ذلك بكثير".