في تطور مقلق بشأن الوضعية الوبائية في المغرب، رصدت السلطات أول حالتي إصابة بالسلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا في البلاد، حسبما أعلنت وزارة الصحة، الاثنين.

ووفقا لما جاء في بيان للوزارة، فقد سجلت الحالة الأولى لدى شخص وافد، والثانية لدى مخالط له، وكلاهما من جنسية أجنبية، حيث تم تأكيد الإصابة بالسلالة المتحورة بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في الرباط، عضو الائتلاف الوطني لمختبرات الرصد الجينومي.

ووفق ذات المصدر، فقد تم التكفل بالحالتين وكل مخالطيهما وفق البروتوكولات الدولية والوطنية الجاري بها العمل، مع تعزيز إجراءات العزل الصحي بما يتناسب مع المخاطر المحتملة لانتشار هذه السلالة.

وكشف عضو اللجنة العلمية التلقيح مولاي سعيد عفيف، أن الحالة الأولى من "المتحور الهندي" في المغرب سجلت لدى مواطن هندي مقيم في المملكة، فيما رصدت حالة ثانية لدى أحد مخالطيه.

وأضاف عفيف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "تم رصد الحالتين في مدينة الدارالبيضاء قبل أن يتم تعليق الرحلات الجوية مع الهند، وجرى نقل المصابين صوب مستشفى مولاي يوسف لتقلي العلاج والرعاية الطبية اللازمة".

وحسب المتحدث، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، فقد تم وضع أكثر من 17 شخصا من المخالطين تحت المراقبة الطبية، حيث أكدت الفحوص المخبرية عدم إصابتهم بعدوى "المتحورة الهندية".

وكان المغرب قد علق في 24 من أبريل المنصرم جميع رحلاته الجوية ذهابا وإيابا مع الهند، لمنع تسلل السلالة الهندية من فيروس كورونا إلى أراضيه.

وتعتبر "المتحورة الهندية" التي لا تختلف أعراضها عن باقي السلالات المتحورة الأخرى، أكثر السلالات شراسة وسرعة في نقل العدوى.

وإلى جانب "المتحورة الهندية"، كان المغرب قد رصد شهر يناير الماضي، أول إصابة بالمتحور البريطاني، ليعلن بعدها تسجيل حالات متفرقة في 7 جهات من أصل 12 جهة بالبلاد.

مراقبة وتتبع

ويقول عفيف إن المتحور الهندي المتسلل إلى المغرب يعتبر أكثر شراسة وأوسع انتشارا من سابقيه من السلالات الأخرى، بما فيها الجنوب إفريقية والبرازيلية، وهو ما يستدعي، حسب المتحدث، ضرورة تكثيف الجهود والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تقي من الإصابة بالفيروس، في انتظار الوصول إلى المناعة الجماعية.

ويشير المصدر إلى أن "الكشف عن الحالتين الجديدتين جاء في إطار المراقبة الجينية لفيروس كورونا المستجد، المنوطة بائتلاف المختبرات الذي تسعى وزارة الصحة عبره لتحديد السلالات المتحورة لفيروس كورونا المنتشرة في المغرب وتميزها بالتسلسل الجيني.

ويشدد عفيف على أن الوضعية الوبائية في المملكة متحكم فيها "بفضل اليقظة الوبائية للسلطات الصحية التي تسعى لاحتواء أي حالة محتملة من السلالات الجديدة، بما فيها المتحور الهندي".

أخبار ذات صلة

المغرب يمنع الاحتفالات بعيد العمال بسبب الوضع الوبائي
"المتحور الهندي" لكورونا يتسلل إلى المغرب.. رصد أول إصابة

تأثيرات محتملة على حملة التطعيم

وكان المغرب وقبل أسبوع، قد شرع في توسيع دائرة المستفيدين من التلقيح، لتشمل الفئات العمرية 55 سنة وما فوق، مباشرة بعد وصول كميات جديدة من جرعات التلقيح المضاد لـ"كوفيد 19".

ويسعى المغرب من خلال حملة التلقيح التي أطلقها في 28 من يناير الماضي، لتطعيم 30 مليون شخص، وهو ما يمثل 80 بالمائة من سكانه، بهدف الوصول إلى المناعة الجماعية.

وشدد مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء البروفسور مصطفى الناجي، على "نجاعة اللقاح المعتمد في المملكة في الحماية من السلالة الهندية و غيرها من السلالات الأخرى، حسبما أتبثت التجارب والأبحاث".

وعن مدى تأثير الوضع الوبائي في الهند على عملية تزود المغرب بلقاح "أسترازينيكا" الذي ينتج هناك، وكيف يمكن لذلك أن ينعكس على حملة التلقيح في البلاد، قال المتحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المملكة اعتمدت استراتيجية تقوم على تنويع مصادر التزود باللقاح من مختلف المنتجين عبر العالم، حيث يتوقع أن يتم تزويدها بملايين الجرعات للتطعيم في الأشهر المقبلة.

الكشف عن المعطيات الوبائية

وشدد الناجي، وهو أيضا عضو في اللجنة العلمية للتلقيح، على أن وزارة الصحة تبقى الجهة الوحيدة المخول لها الإعلان بشكل رسمي عن أي تطور في الوضعية الوبائية في البلاد، استنادا إلى المعطيات التي توفرها اللجنة العلمية.

ويشير الخبير إلى أنه "غالبا ما قد يحدث نقاش خلال اجتماعات أعضاء اللجنة العلمية حول ظهور سلالة جديدة، غير أن وزارة الصحة هي الوحيدة التي يمكنها التحدث عن مستجدات الوضع الوبائي وتقديم التفاصيل".

وحتى مساء الاثنين، بلغت إصابات كورونا في المملكة 511 ألف و912 شخاصا، بعد تسجيل 56 إصابة جديدة، كما سجلت 4 حالات وفاة ليصل إجمالي الوفيات إلى 9032.

وبلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من عملية التلقيح 5 ملايين و107 آلاف و128 شخصا، فيما بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الثانية من التطعيم 4 ملايين و282 ألفا و269 شخصا.