يعيش لبنان على وقع التداعيات المحتملة لمقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقي أبو المهدي المهندس في بغداد بغارة أميركية، وسط مخاوف بأن يكون لبنان ساحة لرد طهران على واشنطن عبر حزب الله.

ففي السياسة ينتظر مراقبون مضمون الكلمة التي سيلقيها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الأحد، خلال الاحتفال التأبيني لسليماني والمهندس الذي يقام في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويترقب متابعون أن يكون لهذا الموقف تبعاته على المشهد اللبناني.

وكان نصر الله أرسل تعزية مكتوبة للمرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة، اعتبر فيها أن "القصاص العادل من المجرمين سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم".

أخبار ذات صلة

"سيارة التشييع" تثير الجدل في جنازة سليماني
"كلمة" تضع ترامب في حرج ببيان "عملية سليماني"

ويعتبر حزب الله أحد أهم الأذرع الإيرانية في المنطقة، وسط غموض كبير في شكل وطريقة الرد الإيراني المتوقع على هذه العملية.

وفي المنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني، يسود الترقب وسط حركة شبه اعتيادية لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام والقوات الإسرائيلية على الطرف الآخر من الحدود، ولوحظ أن دوريات اليونيفل والجيش اللبناني ازدادت وتيرتها بعد الإعلان عن مقتل سليماني والمهندس.

وذكرت مصادر إعلامية أن الولايات المتحدة وضعت قوة عسكرية قوامها المئات في حالة تأهب، للتوجه إلى لبنان لحماية السفارة الأميركية في بيروت.

ووفقا للمعلومات، فإن وزارة الدفاع الأميركية قد ترسل ما بين 130 إلى 700 جندي إلى بيروت، وأن القوة المتمركزة في إيطاليا وضعت في حالة تأهب كخطوة ضمن عدد من الإجراءات العسكرية لحماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

وأصدرت السفارة الأميركية في بيروت، الجمعة، بيانا دعت فيه رعاياها في لبنان للبقاء في حالة تأهب والحفاظ على مستوى عال من اليقظة والوعي، وذكرتهم بالإجراءات الواجب اتخاذها ومنها أن تكون لديهم خطة طوارئ للحالات المفاجئة.

وأرسلت الرئاسة والخارجية في لبنان برقيات تعزية لإيران والعراق، وأعربت بيروت عن أسفها لمقتل سليماني والمهندس.

وفيما يعمل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب على تشكيل حكومته، يتخوف كثيرون من تأثير التداعيات الإقليمية لمقتل سليماني والمهندس سلبا على جهوده بتشكيل حكومة.