يبدو من تصريحات المسؤولين والخبراء أن الاقتصاد الأميركي سيتمكن من الهروب من براثن الركود الاقتصادي، فبالرغم من رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة 8 مرات متتالية، لتصعد من مستوى قرب الصفر في مارس الماضي إلى نطاق بين 4.5 بالمئة - 4.75 بالمئة حالياً، إلا أن بيانات سوق العمل الأميركي تظهر قوة تدعم وجهة النظر بأن تجنب الركود أصبح أقرب إلى الواقع.

صندوق النقد الدولي

من جانبها، ترى مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، أن الاقتصاد الأميركي سيتجنب الركود هذا العام، و أن هناك فرصة أن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من تحقق "الهبوط السلس"، ما يعني خفض مستويات التضخم بدون إدخال الاقتصاد في حالة ركود، فحسب رأيها وبناء على البيانات المتوفرة حالياً، سيشهد الاقتصاد الأميركي نموًا بطيئاً هذا العام لكنه لن يسقط في براثن الركود.

أخبار ذات صلة

وزير الخزانة الأسبق يتوقع "هبوط سلس" للاقتصاد الأميركي
اقتصاد أميركا يضيف 517 ألف وظيفة جديدة.. أكثر من ضعف المتوقع

والهبوط السلس أو ما يعرف بـ soft landing هو إحداث تباطؤ تدريجي ومدروس في النمو الاقتصادي بدون التضحية بسوق العمل وأعداد الوظائف وعمليات الإنتاج، بهدف السيطرة على التضخم المرتفع وتجنب الركود.

لكن هذا التفاؤل لم يثني غورغيفا من توجيه النصيحة للاحتياطي الفيدرالي بمواصلة تشديد السياسة النقدية لحين بدء تحول معدل التضخم الأساسي للهبوط، وأكدت أنه يجب على الفيدرالي أن يكون حذرًا للغاية من بدء تيسير سياسته المالية قبل الأوان.

الخزانة الأميركية

بدورها، رأت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، أن هناك مسارا محتملا لتجنب الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، مع قوة سوق العمل وتباطؤ التضخم، فكيف يمكن لاقتصاد أضاف أكثر من 500 ألف وظيفة ويشهد معدل بطالة هو الأقل في أكثر من 50 عامًا أن ينزلق إلى ركود اقتصادي بحسب تعبيرها.

وكانت بيانات رسمية قد أظهرت في الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأميركي أضاف 517 ألف وظيفة في شهر يناير الماضي، مع هبوط معدل البطالة إلى 3.4 بالمئة لأول مرة في 53 عامًا، وهو ما دفع يلين لقول: "ما أراه هو مسار يشهد تباطؤ التضخم بشكل حاد واستمرار قوة الاقتصاد الأميركي".

بنوك الاستثمار

قوة سوق العمل وإشارات تحسن معنويات الشركات دفعت بنك " غولدمان ساكس " لخفض توقعاته السابقة لاحتمالات ركود الاقتصاد الأميركي في العام الجاري من 35 بالمئة سابقا إلى 25 بالمئة حاليا وذلك خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة.

أخبار ذات صلة

أزمة قطاع الطاقة العالمي مستمرة.. وهذه أبرز التحديات!
للمرة العاشرة.. بنك إنجلترا يرفع الفائدة 0.5% لترويض التضخم
على خطى الفيدرالي.. بنوك مركزية خليجية ترفع الفائدة
الفيدرالي الأميركي يوافق التوقعات ويرفع الفائدة 25 نقطة أساس

لكن تبقى توقعات غولدمان ساكس متفائلة بشكل ملحوظ عن نتائج مسح أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" مؤخرًا، فالمشاركين في هذا المسح يرون أن فرص ركود اقتصاد الولايات المتحدة تبلغ 65 بالمئة.

لكن فيما يتعلق بتسعير السوق الأميركي لهذا التفاؤل، فإن محللي بنك غولدمان ساكس يرون أن السوق يعكس الآن بشكل دقيق إشارات النمو الاقتصادي الأفضل من التوقعات وانخفاض عوائد السندات، وبالتالي فإن الأسهم لن تتمكن من تحقيق مكاسب هذا العام تتجاوز المسجل بالفعل خلال الشهر الماضي، فبعد ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 7 بالمئة، منذ بداية العام الجاري، يرى البنك أن السوق لا يمتلك مساحة لمزيد من الارتفاع.

الفيدرالي الأميركي

وفيما يتعلق بمسار معدلات الفائدة وتأثير تقرير الوظائف الأخير على هذا المسار، يرى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا أن هذا التقرير يزيد احتمالية الحاجة لرفع معدلات الفائدة لمستويات أعلى من التقديرات السابقة، فمع استمر الاقتصاد الأقوى من التوقعات، يتعين على الفيدرالي القيام بالمزيد من العمل.

وأضاف عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي: "أتوقع أن يترجم ذلك إلى رفع معدلات الفائدة أكثر من توقعاتنا الحالية".