يبدو أن تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي بلقب كأس العالم 2022 لم يكن هو مشهد النهاية بالنسبة للاعب الحاصل على سبع كرات ذهبية، لكنها بداية جديدة له في الانطلاق نحو عالم المال والأعمال من خلال علامته التجارية التي تصل قيمتها حاليًا إلى 65 مليون دولار.

منصة "سبورتيكو" الأميركية كشفت عن الهدف الجديد لنجم المنتخب الأرجنتيني، وهو التوجه نحو تسعير الطرح العام لعلامته التجارية المتخصصة في الملابس، مستغلًا حالة التوهج والإقبال التاريخي لمحبيه حول العالم بعد فوزه بالمونديال لأول مرة.

عملية التسعير المزعم إجرائها خلال الأيام القادمة من شأنها إثارة الطلب في بورصة "وول ستريت" وهو الهدف الأساسي لميسي خلال الفترة القادمة.

وتقف شركة "بوستيد للأوراق المالية"، وهي شركة وساطة أميركية، وراء هذا التوجه حيث نجحت في عام 2021 في جلب تقنيات الرياضات الإلكترونية للاكتتاب العام ويُتوقع لها تحقيق نفس النجاح مع "ميسي".

أخبار ذات صلة

زوجة ميسي تدعم شاكيرا بعد إشارة الخيانة برسالة العام الجديد
بغياب مبابي.. باريس سان جرمان يستقبل "بطل العالم" ميسي

 توقيت الإطلاق عامل مهم

وفي تصريح لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، قال محمود عطا خبير الاستثمار في أسواق الأسهم، أن ميسي أطلق علامته التجارية في سبتمبر 2019، عندما كان نجمًا في برشلونة حيث تدير شقيقته كل ما يختص بالعلامة التجارية لهذا المشروع، مضيفًا أنه اختار التوقيت الصحيح للدخول في بورصة ناسداك الأميركية بعد فوزه بلقب المونديال والذي زاد من توجه أنظار المستهلكين والشركات في وقت واحد نحوه.

ميسي يضيف النجمة الثالثة على قميص الأرجنتين

وأضاف عطا أن دخول ميسي بعلامته التجارية في البورصة من شأنها أن تكون بداية لمسار مهني جديد للاعب بعد اعتزاله، كما يأتي ذلك الإطلاق بالتزامن مع عودة أسواق الأسهم لركوب "قطار المكاسب" مجددًا وسط توقعات بصعودها 20 بالمئة في العام الجديد وفقا لتقديرات مؤسسات عالمية بعد خسارتها أكثر من 22 بالمئة وتسجيلها أسوأ أداء سنوي منذ الأزمة المالية في عام 2008.

أخبار ذات صلة

بلغة الأرقام.. السعودية لا تعترف بالمستحيل في المونديال
خسائر فادحة في سوق المراهنات بعد الفوز التاريخي للسعودية

وتوقع الخبير المالي المصري أن يكون الإقبال على العلامة التجارية لميسي في السوق الأميركي أكبر من أي مكان آخر لما تتمتع به البلاد من تنوع سكاني كبير يجمعون على تشجيع ميسي بالإضافة إلى زيادة شعبية كرة القدم ومحبيها في الولايات المتحدة، موضحًا أن صناعة الأزياء والملابس مستمرة في النمو رغم عودة كوفيد 19 للانتشار مرة أخرى حول العالم، فالاستثمار في هذه الأسهم يحقق في الغالب مكاسب مالية، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تبلغ قيمة صناعة الأزياء العالمية إلى أكثر من 900 مليار دولار بحلول عام 2023 بمعدل زيادة سنوي حوالي 11.5 في المائة.

سعر سهم علامة ميسي

العلامة التجارية لأسطورة كرة القدم ليونيل ميسي تعتمد على الملابس الرياضية وملابس "الكاجوال" حيث يتم إنتاجها من قبل ‏"MGO Global"، التي تسعى إلى تسعير 1.5 مليون سهم بسعر 5 دولارات للقطعة والانضمام إلى سوق "ناسداك" للأوراق المالية هذا الأسبوع.

"سبورتيكو" أكدت أن هذا السعر سيمنح المشروع قيمة سوقية تبلغ 66 مليون دولار.

أخبار ذات صلة

ثروات زوجات نجوم المونديال.. الصدارة بولندية
ارتفاع استهلاك الوجبات السريعة بالأرجنتين بسبب "ميسي"

ووقع اختيار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على شركة "MGO" التي تديرها "جيني هيلفيغر" الشقيقة الصغرى لـ "توني هيلفيغر" صاحب العلامة التجارية الشهيرة حول العالم، حيث تأسست مجموع جيني في عام 2018.

ويعتبر خط إنتاج العلامة التجارية لميسي هو الخط الإنتاجي الوحيد النشط داخل الشركة التي تسعى لتعاقدات أخرى مع مشاهير الرياضة والفن وغيرهم لإنتاج خطوط خاصة بهم في الملابس.

لكن الشركة المنتجة لا يمكنها الاقتراب من خط إنتاج أحذية لميسي بسبب عقده الحصري مع شركة أديداس الألمانية، كما لا يمكن للشركة إنتاج "البيجاما" و "بياضات الحمامات" و"حقائب الظهر" وأي شيء متعلق بالأطفال تحت 13 عاماً حسب الاتفاقية.

"آسلي بيليت" الصحفية الأميركية المتخصصة في الصفقات الرياضية في منصة "سبورتيكو" صرحت لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن اللاعبين وخاصة نجوم كرة القدم مثل ميسي ورونالدو يكسبون الكثير من الأموال عن طريق الأعمال الخاصة والمشاريع والصفقات المالية وأحيانًا تكون هذه المكاسب المالية أكثر من رواتبهم كلاعبين.

وأضافت الصحفية الأميركية أن من حق هؤلاء النجوم استغلال شهرتهم وإنجازاتهم ودمجها في علامة تجارية يستفيدون منها ماليًا بشكل كبير، وهذا جزء من عالم المال في الوقت الحاضر.

علامة ميسي تتكبد خسارة

ميسي لا يساهم بشكل مباشر في العمل لكنه يتلقى 12 بالمئة من مبيعات العلامة التجارية الخاصة به مع ضمان لا يقل عن 4 ملايين يورو لمدة ثلاث سنوات وفقًا لاتفاقية الترخيص العالمية والتي تنتهي في ديسمبر 2024.

ولم تعلن الشركة المُنتجة لخط ملابس ميسي نيتها حتى الآن في تمديد العقد كما كان متوقعًا بعد تتويجه بلقب كأس العالم.

ورغم شعبية ميسي الهائلة، كشف التقرير الأميركي أن علامة ميسي التجارية خسرت 2.1 مليون دولار من يناير 2022 حتى سبتمبر من العام ذاته، حيث باعت شركة "MGO" منتجات من علامة ميسي بقيمة تصل إلى 33 مليون دولار عن تلك الفترة.

وتعتمد الشركة في عمليات البيع في خط إنتاج ميسي على الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستغلة الزخم الكبير والمستمر حول قائد المنتخب الأرجنتيني ورمزها الحالي على شبكة الإنترنت.