لغة الأرقام التي يُستدلّ بها دائماً لحسم الأمور الجدلية.. تحطمت على يد المنتخب السعودي عندما حقق انتصارا هو الأعظم في تاريخ الكرة العربية بالفوز على المنتخب الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف واحد في افتتاح المجموعة الثالثة لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022.

قبل المباراة، كانت كل الترشيحات تصب في صالح كتيبة ليونيل ميسي ورفاقه المرشح الأول للفوز باللقب بسبب الفوارق المادية الكبيرة في القيمة التسويقية بين لاعبي المنتخبين.

المنتخب الأرجنتيني بلغة الأرقام تبلغ قيمته التسويقية نحو 662 مليون دولار في مقابل القيمة التسويقية للأخضر السعودي التي تبلغ حوالي 26 مليون دولار.

أخبار ذات صلة

حارس منتخب السعودية يحصد إعجابا واسعا في "ملحمة الأرجنتين"
الأخضر ينتصر.. كيف سقط ميسي ورفاقه في مصيدة "جبل طويق"؟

هذه الفوارق المالية الكبيرة في عالم كرة القدم تحطمت على قدم نجم المنتخب السعودي سالم الدوسري الذي تبلغ قيمته التسويقية مليون و85 ألف دولار بتسجيله أحد أجمل أهداف بطولات كأس العالم منذ انطلاقتها عام 1930.

من جانبه، قال المحلل الرياضي السعودي سفيان السعدون لـ اقتصاد سكاي نيوز عربية : "لطالما كانت كرة القدم لعبة عملية مسرحها الملعب.. الأساس فيها للعطاء الفني وليس على قيم اللاعبين وأسعار تعاقداتهم اقتصادياً!".

وأضاف السعدون قائلا: "أخضرنا السعودي سطّر صفحة تاريخية دحضت نظرية سطوة عمالقة اللعبة العالميين وأفضليتهم في النجومية والانتشار.. وخلّدت اسم السعودية كروياً في تاريخ كأس العالم التي أثبتت بأن كرة القدم أولاً وأخيراً في الملعب وليست في السوق وتعطي من يعطيها ويقاتل للنجاح فيها!".

أغلى اللاعبين

يأتي المدافع سلطان الغنام على رأس قائمة أغلى اللاعبين السعوديين في القيمة السوقية بحوالي 4 ملايين دولار ثم سالم الدوسري نجم المنتخب وصاحب هدف الفوز على الأرجنتين.

والمثير أن أغلى اللاعبين قيمة سوقية في منتخب التانجو ليس ليونيل ميسي بل المهاجم لاوتارو مارتينيز بحوالي 77 مليون دولار ثم ميسي بقيمة 51 مليون دولار.

وصرح الإعلامي السعودي هيثم الهملان مدير البرامج في إذاعة يو إف إم لاقتصاد سكاي نيوز عربية أن المنتخب السعودي دخل هذه البطولة ولديه بعض الأمور التحفيزية والنفسية التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز رغم الفوارق السوقية والفنية مع الأرجنتين ومن أهم هذه الأمور المحفزة الاجتماع الذي عقده ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان مع اللاعبين قبل السفر لقطر، حيث وجه رسالة قوية لهم أزالت كل هذه الضغوط النفسية الواقعة عليهم قبل المواجهة، حيث أكد لهم الأمير محمد أن المجموعة قوية ولا أحد يتوقع منكم شيء كبير لكن استمتعوا وقدموا أدائكم".

ويرى الهملان أن هذه الكلمات مع العوامل النفسية التي عمل عليها المدرب هيرفي رينارد وتحفيزه للاعبيه أدى إلى ظهور المنتخب السعودي بهذه الصورة بعيداً عن أي حسابات وفوارق فنية وسوقية".

وتضم المجموعة الثالثة كل من منتخب بولندا وقيمة لاعبيه التسويقية 262 مليون دولار بجانب المنتخب المكسيكي وقيمته التسويقية 204 ملايين دولار.