هذا التنظيم الإرهابي تلطخ تاريخه بالدم العربي منذ مولده إلى يومنا هذا، وأكبر جرائمه المسكوت عنها، اختطافه لدولة بات أمر رفعها لرايته وطنياً مسألة وقت، بعد انطلاق عملية عرسال.

فكيف يمكن تفسير اضطلاع الجيش اللبناني بدور الرديف لحزب الله في هذه العملية التي تهدف لشرعنة الكوريدور الإيراني إلى المتوسط بدعم من الطيران السوري.

أو كيف سنستطيع الاستمرار في تناول حزب الله وإيران كونهما مصدر تهديد قائم لأمننا القومي ونحن نتردد في استهداف منشآته في لبنان حفاظاً على حرمة سيادته، في حين تستبيحها إيران وحزب الله، بل حتى بلغ به الأمر استباحته سيادتنا وقتما شاء بإرهابيه. 

قتلة رجال أمننا بكل الأدوات على أراضينا مدربين من حزب الله في لبنان والعراق وإيران ، ومن يفجر ويفخخ شوارعنا هم منتسبي هذا التنظيم الإرهابي، ونتردد في استهداف منشآته في البقاع والجنوب.

هل سننتظر حتى تدخل مصانع صواريخه بعيدة المدى مرحلة الإنتاج المتقدم ليكون الأردن ومدن شمال المملكة العربية السعودية في مرمى تلك الصواريخ.

أم أننا ننتظر من إسرائيل أن تقوم بإنجاز ذلك بالنيابة عنا، و من ثم نقوم بإعادة إعمار ما تفسده إسرائيل وحزب الله في لبنان . لقد دفع اللبنانيون ونحن معهم كلفة ذلك الخطأ التاريخي وبات أمر تصحيح ذلك مسؤولية الجميع و ليس لبنان فقط. 

اللغة الوحيدة التي تفهمها إيران هي السياسة بأدوات القوة، وكلفة التردد في توظيفها الآن سيكلفنا أكثر في حال نُفذ الكوريدور الشيعي و تحول لجدار صواريخ بالوكالة تكون فيه جل عواصمنا في مرمى نيرانه دون إيه مساءلة سياسية لإيران.

يجب عدم التفريط في قيمة الفرصة المتاحة الآن في التعاطي الجاد مع مصدر هذا التهديد والذي يضعنا في دائرة التشكيك في قيمة موقفنا السياسي أمام المجتمع الدولي.

فالمجتمع الدولي لن يتحرك بالشكل المناسب، قبل أن نعبر نحن عن ماهية إرادتنا السياسية. الصواريخ التي أطلقها الحوثي مستهدفا الحرم المكي الشريف كانت إيرانية والأطقم العاملة عليها مدربة من قبل إيران و حزب الله.

ومن تحتضنهم  إيران من إرهابيي خلية العبدلي اليوم ينتمون لحزب الله، ومن قتل ويقتل رجال الأمن بقذائف خارقة للدروع في العوامية هم إرهابيي حزب الله، ومن يفخخ ويقتل في البحرين هم منتسبو حزب الله، ومن يتجسس و يتاجر بالمخدرات هو حزب الله. 

ما ينتظره المجتمع الدولي منا اليوم، هو اضطلاعنا بمسؤوليتنا في محاربة الإرهاب أو أي مصدر تهديد مباشر لأمننا القومي، وحزب الله يمثل كليهما بامتياز.

و كلما تأخر إيصال رسائلنا واضحة لإيران باستهداف هذا التنظيم الإرهابي، فأننا نضع إرادتنا السياسية أمام المساءلة الوطنية قبل الدولية.

مواقع هذا التنظيم الإرهابي معلومة للجميع، و نملك الآن الأدوات وقدرات التوظيف التكتيكي لأكثر من سلاح قادر على إيصال تلك الرسالة، و يجب أن لا يتأخر قرار محاسبة هذا التنظيم الإرهابي كثيرا.

ما حدث من تطاول على السيادة الكويتية من قبل إيران يمسنا جميعا لأنه يؤسس لحصانة الإرهاب الشيعي، وأن التوازن السياسي على أساس طائفي بات من ثوابتنا الوطنية وقبل أن يتحول إلى حزب الله.