أرادت جيوتي سينغ باندي، ضحية الاغتصاب الجماعي في الهند أن تصبح طبيبة، وتعالج أهل قريتها، إلا أن حادثة اغتصابها ستؤدي إلى التعامل مع قضيتها بشكل مختلف، إذ يتوقع أن تسفر قضيتها التي أشغلت الرأي العام الهندي عن سن تشريعات جديدة حسب المراقبين، من شأنها أن تحد من الصمت الاجتماعي الذي صاحب آلاف عمليات الاغتصاب في السابق.
وفي الهند حيث بدأت التعبئة العالمية ضد القوانين التي وصفت بالمتساهلة، ارتفعت وتيرة الجدل والاحتجاجات التي تجاوزت القارة الهندية، إلى العواصم العالمية حيث جمعيات حقوق الإنسان التي أعادت تسليط الضوء على واحدة من أسوأ الظواهر الاجتماعية في الهند.
وتوفيت جيوتي سينغ باندي (23 عاما) في 29 ديسمبر في مستشفى في سنغافورة بعدما صارعت الموت 13 يوما إثر الجروح الخطرة التي أصيبت بها خلال تعرضها لاغتصاب جماعي في حافلة.
وحسب ما تم كشفه عن حياتها، فقد درست جيوتي المعالجة الفيزيائية، أملا بأن تصبح طبيبة، على حد قول أبيها الذي أراد للعالم كله أن يعرف اسمها لتكون رمزا يعطي الشجاعة للنساء الأخريات اللائي ينجون من هذه الهجمات، بأن يستمدوا القوة منها، وأن يضع موتها حدا لظاهرة الاغتصاب المتفشية في البلاد.
وأشارت وسائل إعلام هندية أنها كانت تحب أن تلبس الزي الغربي وتفضله على الساري الهندي الذي تلبسه أيضا في بعض الأحيان.
وكانت جيوتي وحيدة والديها، وأكد أبوها أن الشاب الذي كان برفقتها وقت الحادث هو مجرد صديق لها، ولا تربطهما علاقة حب، وأضاف: "لا شك في أنها كانت ستتزوج، لكنها لم تبد أي رغبة في الزواج مؤخرا، كانت مهتمة حصرا في الدراسة وإيجاد عمل".
وأصرت جيوتي في أكثر من محاولة للحديث عن مساعدة صديقها لها، فنقلت إحدى الصحف الهندية عن أمها قولها: "أكدت أكثر من مرة، لقد حاول أن ينقذني لكن استمروا في ضربه بالحبل".
وأضافت:" كانت آخر كلماتها (أمي.. أريد أن أعيش)".
وشكى صديق جيوتي (28 عاما)، وهو مهندس معلوماتية تأخر الشرطة ولا مبالاة المارة وقت الحادث، وقال: "ماذا يمكنني أن أقول؟ يجب ألا تتكرر مثل هذه الوحشية التي رأيتها". وأضاف "حاولت مقاومة هؤلاء الرجال ولكن بعدما توسلت إليهم ليدعوها وشأنها".
وبينما كانا عائدين من السينما ورفضت عدة عربات ثلاثية العجلات نقلهما، صعد الشاب وصديقته إلى حافلة مخصصة عادة لنقل تلاميذ لكن كان يستقلها رجال يقومون "بجولة ليلية" في المدينة.
وما أن أصبحا داخل الحافلة حتى قاموا بضربه وباغتصاب صديقته عدة مرات، بمن فيهم السائق، وألقيت الشابة بعد ذلك من الحافلة مع صديقها الذي تعرض للضرب.
والمشتبه بهم الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 35 عاما ويواجهون عقوبة الإعدام بتهمة خطف واغتصاب وقتل الطالبة، كان ينتظر أن يمثلوا معا أمام المحكمة للمرة الأولى.
والمتهم السادس البالغ من العمر 17 عاما، سيحاكم أمام محكمة الاحداث.
والمتهمون الذين يقطنون في نيودلهي هم رام سينغ وموكيش سينغ وفيجاي شارما واكشاي ثاكور وباوان غوبتا.
وأمرت القاضية التي تتولى قضية الرجال الخمسة بأن يمثلوا للمرة الأولى أمام المحكمة في جلسة مغلقة، دون أي حضور إعلامي.