تباينت ردود الأفغال الدولية والأقليمية بشأن الاتفاق الذي أبرم بين الدول الكبرى (5+1) وطهران بشأن الملف النووي الإيراني، حيث رحبت دولة الإمارات العربية بالاتفاق، وأعرب مجلس الوزراء الإماراتي عن تطلعه بأن يمثل ذلك خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن بلاده غير ملزمة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف، وشدد على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.
واعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ما جرى في جنيف "اتفاق سيء يقدم لإيران ما كانت تريده مثل رفع جزء من العقوبات والإبقاء على جزء أساسي من برنامجها النووي".
من جانبه، رحب المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني باتفاق جنيف، قائلا بإنه أساس مزيد من التقدم وإن دعاء الشعب الإيراني ساهم في تحقيق هذا النجاح.
بالمقابل، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق الذي تم التوصل إليه "خطوة مهمة" وأنه بداية الطريق.
وقال أوباما إن الاتفاق مع طهران يغلق الطريق أمامها لصناعة قنبلة نووية، وأضاف أنه يسمح لإيران باستخدام الجيل الثاني من المخصبات لتوليد طاقة نووية سلمية فقط.
وأضاف الرئيس الأميركي أن العقوبات على إيران ستخفف خلال 6 أشهر وإن لم تلتزم إيران خلال هذه الفترة بالاتفاق فإن تخفيف العقوبات سيلغى وسيتم الضغط على طهران مجددا.
بينما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن "الكل رابحون وليس هناك من خاسرين" في اتفاق جنيف حول الملف النووي الإيراني.
وذكرت الصين أن الاتفاق حول برنامج إيران النووي "سيحمي السلام" في الشرق الأوسط.
من جهتها، عبرت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها، غيدو فسترفيليه، عن ارتياحها بشأن الاتفاق، وقال فسترفيليه: "توصلنا للمرة الأولى إلى وحدة سياسية بخصوص خطوات أولى جوهرية".
ودعا إلى "الإفادة من الأشهر المقبلة لبناء ثقة متبادلة"، متمنيا "متابعة سريعة للمفاوضات بغية التوصل إلى اتفاق نهائي".
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالاتفاق واصفا إياه بأنه "تقدم مهم على طريق الأمن والسلام".
وقال فابيوس ان هذا الاتفاق "يؤكد حق إيران في الطاقة النووية المدنية، لكنه يلغي اي امكان لحيازة السلاح النووي"، معتبرا ان اتفاق جنيف بين طهران والقوى الكبرى يمثل "خطوة أولى كبرى".
أما في السعودية، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى، الأحد، إن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي الذي أبرم بين القوى العالمية وإيران في إشارة إلى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران.
وفي الوقت الذي تحدث فيه عبد الله العسكر لم يصدر رد فعل رسمي من السعودية على نبأ الاتفاق الذي ستخفف الدول الغربية بموجبه العقوبات مقابل الحد من أنشطة برنامج ايران النووي.
وقال العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي المعين وهو شبه برلمان يقدم المشورة فيما يتصل بسياسات الحكومة إنه ليس لديه علم برد حكومة بلاده الرسمي لكنه يشعر بالقلق شخصيا.
وأضاف "أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي)ل تحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية. أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة".