ما يلفت الانتباه في معسكرات لاجئي الروهينغا في بنغلاديش هو وضع الأطفال فيها، فعددهم أكبر مقارنة بالراشدين منهم، غير أنهم يعيشون في بيئة تكاد تنعدم فيها مقومات الحياة، ويواجهون مستقبلا مجهولا.
ويخشى العديد من الآباء على أبنائهم من الأمية، وأن يتحول الأبناء في المستقبل عالة على المجتمع كما حكى لـ"سكاي نيوز عربية" اللاجئ كل مية حافظ الذي بدا متوجسا مما قد يسفر عنه غياب المدارس، وقال: "إننا نخاف علي مستقبلهم.. نخاف أن ينحرفوا ويكونوا عالة على المجتمع بسبب انعدام التعليم".
وتحدث حافظ عن إمكانية أن يدرس أطفال "الروهينغا" في مدارس بنغلاديش بحكم أنهم يعدون مهاجرين غير شرعيين، وعبر عن أسفه من غياب دور المساعدة.
وقال" ليس ثمة مدارس هنا وغير مسموح لنا أن ندخلهم مدارس القرى من حولنا ولا نملك نقودا لنقوم باستئجار مدرس ليعلمهم لا ندري كيف سيكون مستقبلهم".
ويستغل الأطفال في المعسكرات أوقاتهم باللهو كيفما شاءوا ويجترحون مما حولهم وسائل للتسلية والترفيه فالطبيعة هنا تمنحهم إحساسا بجمال الحياة وبهاء قد غاب عن آبائهم.
غير أنهم من حيث لا يدركون يطرحون على نفوس أسرهم مسحة من الأمل ورغبة قوية في العيش من أجلهم.
في الوقت ذاته قد ينقلب الحال رأسا على عقب حينما لا تجد الأسرة سبيلا في تغطية احتياجات أبنائها الأساسية، كحال إحدى الأمهات اللائي التقت بهن "سكاي نيوز عربية" داخل أحد المخيمات التي أعدها اللاجئون لأنفسهم، وهي تكابد هما اندلع في نفسها.
وتقول مريم ختم عن حال أبنائها "إنهم لا يأكلون سوى وجبة واحدة في اليوم ولا ينامون بالليل بسبب الجوع ليس بيدي شيء أقوم به من أجلهم، لا ملابس لدينا لهم، هو زي واحد فقط أقوم بغسله كل يوم "
ويتحمل بعض الصغار مسؤولية تجاه إخوانهم ربما في محاولة منهم للهو أو مساندة أسرهم، فالآباء كما الأمهات لا يملكون الكثير ليشعلوا الفرح في نفوس أطفالهم، إذ لا ملابس يتجمل بها صغارهم ولا مأدبة يقدمونها ليتلذذ الأطفال بطيب طعامها، ما يملكونه فقط هو قلب كبير يحن ويرق لحالهم يوم أن غاب عنهم ضمير الإنسانية وتوارى خلف صمت مبهم.