خضعت الهند لأكبر إغلاق من نوعه في تاريخها، الأربعاء، حيث أمرت الحكومة السكان - البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة - بالبقاء في منازلهم، ضمن محاولة وقف تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأغلقت السلطات الهندية كل شيء ما عدا الخدمات الأساسية كمتاجر السلع، كما خفتت الأصوات في معظم الشوارع – التي كانت تعج بالضجيج - مع وجود عدد قليل من المارة.
وباتت محطات السكك الحديدية - الصاخبة عادة في نيودلهي – مهجورة، حيث تم تعليق السفر بالقطارات، شريان الحياة في الهند، بعد أن احتشد آلاف، معظمهم من العمال المهاجرين في محطات القطارات، للعودة إلى منازلهم، مع إغلاق الشركات.
وقال نيشانك غوبتا، وهو محام: "دلهي باتت مدينة أشباح. لم أر هذه المدينة هادئة كذلك من قبل".
وسجلت الهند حتى الآن 482 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وتسع وفيات، لكن رئيس الوزراء ناريندرا مودي حذر قائلا: "إذا لم يتخذ إجراء الآن، قد تعود البلاد عقودا إلى الوراء".
وقال مودي، الثلاثاء، إن الحكومة ستفرض إغلاقا تاما اعتبارا من منتصف الليل، ولمدة 21 يوما، لمنع انتشار فيروس كورونا، مضيفا في كلمة بثها التلفزيون "سيكون هناك حظر تام على الخروج من منازلكم".
وقبل ذلك كان مودي قال إن كثيرا من الهنود لا يأخذون العزل الصحي على محمل الجد، وأضاف على تويتر "أرجوك انقذ نفسك، انقذ عائلتك، اتبع التعليمات بجدية".
وجاءت خطوة الهند غير المسبوقة بالإغلاق مع تصاعد الإصابات في أوروبا، حيث سعت نيويورك لتشييد مستشفيات جديدة تحوي آلاف الأسرة، وأجلت اليابان دورة الألعاب الأولمبية هذا الصيف إلى العام المقبل.
وكانت الهند أعلنت، الاثنين الماضي، وقف الرحلات الداخلية، وقالت إن معظم أنحاء البلاد يخضع لإغلاق كامل، في مسعى لوقف انتشار فيروس كورونا، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب المرض في جنوب آسيا المكتظ بالسكان.
وأمرت الحكومة شركات الطيران التجارية بوقف عملياتها الداخلية، اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء.
وحذر خبراء الصحة من أن قفزة كبيرة في الإصابات قد تكون وشيكة، الأمر الذي سيشكل عبئا كبيرا على كاهل البنية التحتية للصحة العامة المتداعية بالفعل.