بعد أسبوع من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، "تطهير" مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وسط العراق، من مسلحي "تنظيم الدولة"، بدأت تتكشف تفاصيل مروعة لانتهاكات مورست من قبل الحشد الشعبي، الذي يعد منظومة موازية أو رديفة للمؤسسة العسكرية العراقية.
وكانت مدينة تكريت على مدار الأيام القليلة الماضية مسرحا لأعمال انتقامية كالنهب والسرقة التي قام بها عناصر الحشد الشعبي بعد طرد مسلحي داعش منها، حيث تم إحراق مئات المنازل والمحلات التجارية.
وقال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد كرائم، إن "الغوغاء أحرقوا مئات المنازل، وتم نهب المحلات التجارية، أمام أعين قوات الأمن الحكومية التي كانت تخشى مواجهتهم. لقد احترق مدينتنا أمام أعيننا ".
جرائم حرب
وذكرت تقارير لمنظمات حقوقية دولية أن المناطق ذات الأغلبية السنية تعرضت لانتهاكات، قد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب. كما أشارت إلى أن هناك هجمات على عدة مدن عراقية بدت وكأنها في إطار حملة تنفذها ميليشيات الحشد من أجل ترحيل السكان من أماكن سكناهم.
وقد صدرت تصريحات لمسؤولين أميركيين، أبرزها تصريح لمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق ديفيد بتريوس، أشار فيه إلى أن "خطر ميليشيات الحشد الشعبي أكبر من خطر تنظيم الدولة"، بسبب هول الفظاعات التي ارتكبتها بحق المدنيين من السنة.
وتطابقت روايات شهود عيان في أن قوات الحشد تتعامل مع السكان السنة في المناطق التي استول عليها تنظيم الدولة على أنهم "دواعش بالنوايا". وتشكلت قوات الحشد من متطوعين من الشيعة العراقيين بالأساس.
إلا أن الحكومة العراقية تلقي باللائمة على ما سمتها "عصابات" ترتكب جرائم لتنسبها إلى قوات الحشد الشعبي، التي تعمل تحت منظومة الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية.
سحل بالشوارع
وأشار تقرير لرويترز إلى قيام عناصر من الحشد الشعبي، بوجود أفراد من الشرطة، بطعن رجل -يشتبه بأنه ينتمي إلى داعش- بالسكاكين في رقبته أكثر من مرة، حتى تم شق حنجرته، ونزعها عن جسده.
وبينما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية سعد معن إن الحادث هو الآن قيد التحقيق، أكد أكثر من شخص من سكان المدينة أن مثل هذه الأعمال جاءت على خلفية "ثأرية طائفية".
ونشرت رويترز صورة لسيارة قالت إنه كان يقودها عناصر من الحشد الشعبي، حيث كانت تجر وراءها جثة يعتقد أنها تعود إلى أحد مسلحي "تنظيم الدولة"، وقد جابت السيارة شوارع عدة في المدينة وهي تجر الجثة.
وأعلنت الحكومة العراقية تحرير مدينة تكريت في 31 مارس الماضي من أيدي مسلحي داعش بعد شهر من القتال بين الجيش العراقي المدعوم من قوات الحشد الشعبي من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى.