تقدم قرية كفر وهب بمحافظة المنوفية المصرية نموذجا فريدا باختراق مشروعات تنموية اعتمادا على التمويل الذاتي من مساهمات السكان، وهي من أكثر القرى محافظة على البيئة، مما جعلها "القرية الأجمل" بحسب اليونسكو عام 2013.
وتعد كفر وهب من أجمل القرى المصرية لمكانتها على الصعيدين العربي والإقليمي حيث لقبت أيضا "بعروس مصر" لتميزها البارز فى مجال البيئة بعد أن قدمت النموذج الأبرز فى الإعتناء بالبيئة المحيطة.
ولم تتغير ملامح هذه القرية، فلا تزال محتفظة برونقها كقرية خضراء نظيفة. وتشتهر كفر وهب بزراعة الموالح، التي باتت نموذجا تتطلع القرى المجاورة لمحاكاته.
وفي مقابلة سكاي نيوز عربية قال رئيس مركز شباب القرية صلاح وهب إن القرية تستقبل وفودا من قرى مجاورة للاطلاع على ما وصلت إليه كفر وهب ومحاولة الاستفادة من تجربتها. وأضاف أن القرية الأجمل في العالم أصبحت مزارا لرحلات المدارس والجامعات.
وانتقلت القرية التي تبدو كحديقة غناء تسر الناظرين من مرحلة التجميل البيئي إلى التنمية البشرية، فمدرسة القرية تحتوي على وسائل تعليمية حديثة غير متاحة في المدارس الحكومية. كما أن نسبة الأمية انخفضت إلى نحو 5% بين سكانها.
وفي هذا الخصوص قال مدير جمعية تنمية المجتمع بكفر وهب محمد عبد السميع "قمنا بتشكيل لجنة لتحصيل اشتراكات شهرية من المواطنين للإنفاق على احتياجات القرية من مشاريع نظافة وتجميل".
وتعد المساهمات المالية من سكان القرية هي كلمة السر في المستوى الحضاري الذي وصلت إليه، وهو ما دفعهم إلى مواصلة هذا النجاح بتنفيذ مشروعات أكبر ذات كلفة مادية أعلى كالصرف الصحي والغاز الطبيعي من دون انتظار الاعتمادات المادية الحكومية.
ويعود تميز هذه القرية إلى عدم استسلام أهلها لضعف الميزانيات الحكومية المخصصة لتطوير البنى التحتية، وتمكنت من تقديم حلول مبتكرة لمشاكلها عبر المشاركة المجتمعية، على عكس غالبية القرى في مصر التي تعاني فقرا في مستوى الخدمات.