في طقس غريب، تخص بعض دول أميركا الجنوبية والوسطى، موتاها باحتفالية صاخبة كل عام لاعتقاد شعبي بأن أرواح الموتى تعود للقاء الأهل والأحبة في هذه الاحتفالية، فيتم التجهيز للقاء بما لذ وطاب من أطعمة وحلويات، كما تقتحم أثناء ذلك الموسيقى سكون المقابر.
وتتفنن كل عائلة في تزيين مقابر موتاها بأكاليل الورود والشموع، رغبة من الأحياء في تسلية موتاهم في عوالمهم المجهولة، ومشاركتهم لحظات من السعادة، كما يسود في المعتقد الشعبي.
ويتم تحضير أطعمة وحلويات لهذه المناسبة الخاصة، بعضها على شكل جماجم يتم تقديمها كقرابين لضيوف المهرجان من الموتى، في حين يمنع الأحياء من الاقتراب من كل هذه الولائم، إلا بعد انتهاء الاحتفال، لاعتقاد شعبي يقول إن أرواح الموتى تلتهم القيمة الروحية للطعام، وما يتبقى منه يكون عبارة فقط عن طعام بلا قيمة.
كما تعبق في مسرح الاحتفال رائحة الكوبال، وهو نوع من الصمغ القوي يدخل في صناعة البخور، يعتقد أنه "يسهل عودة الروح من العالم الآخر إلى الحياة الدنيا".
وقال أحد المشاركين في المهرجان: "نستعد كثيرا لهذا اليوم الخاص جدا لأننا نقابل موتانا، لذا نحرص على تزيين القبور وتحضيرها بشكل جيد".
يذكر أن هذا "العيد" يعود إلى حضارات غابرة منها الآزتيك، والناهوا، والمايا.
أما في المكسيك، فتعود أصول هذا العيد إلى ما قبل مجيء الإسبان إلى أميركا اللاتينية، حيث كان يتم الاحتفاء صيف كل عام بعودة الأرواح إلى زيارة أقربائها.
وبعد أن دخلت الديانة المسيحية، جرى تمازج بين الثقافتين أدى إلى ترحيل الاحتفال بهذا اليوم إلى نهاية أكتوبر، ليقارب الثاني من نوفمبر وهو اليوم المخصص لعيد جميع القديسين.