بعد عام من تعرضها لمحاولة قتل من قبل جماعة طالبان، نجحت الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي في تخطي محنتها وترك بصمتها في باكستان ومختلف أنحاء العالم، من خلال كتاب يتناول سيرتها الذاتية.
وعرض الكتاب الذي يحمل اسم "أنا ملالا: الفتاة التي دافعت عن التعليم وتعرضت لإطلاق نار من طالبان"، في المكتبات بمختلف أنحاء العالم ابتداء من الثلاثاء.
يأتي هذا وسط تكهنات بإمكانية حصول ملالا على جائزة نوبل للسلام في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وانتشر الكتاب في مختلف أنحاء العالم بعد عام من تعرض الفتاة لإطلاق نار من حركة طالبان، بسبب دفاعها عن حق المرأة في التعليم.
ويروي الكتاب، الذي كتب بالاشتراك مع الصحفية البريطانية كريستينا لامب، قصة حياة ملالا قبل وبعد لحظة إطلاق النار عليها في التاسع من أكتوبر 2012، عندما صعد مسلح على حافلة مدرسة مليئة بالفتيات في وادي سوات في باكستان، وسأل: "من هي ملالا؟"، قبل أن يطلق النار عليها في الرأس، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
وحول هذا الحدث المحوري ينسج الكتاب قصة حياة ملالا في منزلها بوادي سوات، وهي منطقة جبلية نائية بالقرب من الحدود الأفغانية.
وقالت ملالا إنها مدينة لوالدها زياد الدين يوسف زاي، وهو المعلم الذي أسس المدرسة التي كانت تذهب إليها ملالا، وظلت مفتوحة للفتيات في مواجهة الضغوط والتهديدات، معتبرة أنها ورثت شغفه بالمعرفة وروحة الباحثة والمتسائلة دائما.
يذكر أن ملالا بدأت رحلتها في الدعوة لتعليم الفتيات في سن الحادية عشرة، من خلال تقديم مقابلات تلفزيونية في باكستان عن هذا الموضوع، ثم في عام 2009 بدأت في كتابة مدونة على موقع هيئة الإذاعة البريطانية الناطق باللغة الأوردية تحت اسم مستعار.
وسريعا أصبحت شهيرة في باكستان ما جعلها هدفا لحركة طالبان، لكنها لم تكن تشعر بالخوف لقناعتها بأن "طالبان لا تقتل الأطفال"، إلا أنها تعرضت لمحاولة قتل نجت منها بأعجوبة.
وتذهب ملالا حاليا إلى مدرسة في إنجلترا، وتعيش مع عائلتها في مدينة برمنغهام، ومن المقرر في وقت لاحق هذا الشهر أن تلتقي بالملكة اليزابيث الثانية في قصر باكنغهام.
وأكدت ملالا عزمها العودة إلى باكستان يوما ما ودخول المعترك السياسي، معتبرة أن "محاولة طالبان الفاشلة لإسكاتها جاءت بنتيجة عكسية مذهلة".
يشار إلى أن ملالا حصلت على العديد من الجوائز كما ألقت خطابا أمام الأمم المتحدة في يوم عيد ميلادها السادس عشر.