شهدت جبانة طيبة القديمة، بالبر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر ، صباح الأحد، الاحتفال بجمع وترميم وإعادة نصب تمثالين ضخمين من الألباستر في معبد الملك أمنحتب الثالث.
ووضع التمثالان عند بوابة الصرح الثالث للمعبد، وعلى خلاف التماثيل العملاقة الأخرى من عصر حكمه، فإن هذين التمثالين نحتا بشكل استثنائي من حجر الألباستر المصري القادم من محاجر حتنوب في مصر الوسطى، كما يتميزان عن غيرهما من التماثيل العملاقة بأنهما مستكملان جزئياً بقطع نحتت بشكل منفصل، ثم ثبتت عن طريق نظام الانزلاق والتعشيق في الكتلة الرئيسية للتمثال.
ووضع كل تمثال مع قاعدته الألباستر التي شيدت على قاعدة سفلية من كتل كبيرة من حجر الغرانيت، نقشت عليها نصوص تحمل اسم المعبد والمحجر المستخرج منه.
وجرى تجميع مكونات التمثالين وترميمهما بعد أن ظلا محطمين منذ أن أطاح بهما زلزال عنيف حوالي عام 1200 قبل الميلاد، حيث ظل التمثالان راقدين في حالة تحطم، وقد فقدت أجزاء منهما، كما تفرقت كتل قواعدهما؛ حيث أعيد استخدام بعضها في معبد الكرنك، ثم جلبت من هناك مرة أخرى ليتم دمجها في القواعد الحديثة الحالية.
ويظهر الملك جالساً، ويداه مستقرتان بشكل مسطح على فخذيه، مرتدياً غطاء الرأس "النمس" يعلوه التاج المزدوج، بالإضافة إلى تنورة ملكية ذات طيات ولحية احتفالية مخططة تزين ذقنه، وذيل ثور تقليدي يكمل رداءه.
وتصاحب تمثال الملك الضخم تماثيل للملكات؛ فبجوار ساقه اليمنى تقف الزوجة الملكية العظمى "تي"، مرتدية ثوباً طويلاً ضيقاً، وتمسك في يدها اليسرى العصا المزينة بالزهور الخاصة بالملكات، ونبات البردي بمعصمها الأيمن.
وفي التمثال الجنوبي، ترتدي الملكة شعراً مستعاراً عريضاً يغطيه غطاء رأس على هيئة نسر يعلوه إكليل من اللوتس يثبت عند جبين النسر، محفوفا بثعباني كوبرا.