شهدت مدينة دهب، جنوبي سيناء بمصر، مهرجانا للبدو تخلله سباق للهجن، وحضره جمهور كبير معظمه من الأجانب.
ويحرص البدو على الحفاظ على تراث الأجداد في أسلوب المعيشة والأزياء وأصناف الطعام والفنون التقليدية، وعلى نقل ذلك التراث إلى الأجيال الجديدة، وفقا لوكالة رويترز.
وقال رئيس اتحاد سباقات الهجن جنوبي سيناء، صالح محمد، إن "هذا المهرجان مستمد من عادات البدو وثقافتهم، وينبع من أسلوب حياتهم، التي يحضر الزوار من مختلف أنحاء لعالم ليتعرفوا عليها".
ومن ملامح المهرجان التي لاقت إقبالا من الزوار طريقة البدو في إعداد الخبز وانضاجه على سطح معدني ساخن فوق موقد يشعل بالحطب.
ويرى منظم مهرجان دهب، سالم موسى، أن "هذه الفعاليات لها أهمية خاصة في التعريف بثقافة وتراث البدو، خصوصا مع تزايد نزوح أبناء الجيل الجديد إلى المدن التي يختلف أسلوب الحياة فيها عن طرق معيشة سكان الصحراء".
ويعتمد سكان مدينة دهب والمقيمون فيها على السياحة في معيشتهم، الأمر الذي يؤثر بدرجة كبيرة على ارتباط الجيل الجديد من البدو بأسلوب حياة أسلافهم التقليدي.
وتغيرت حياة البدو كثيرا في السنوات الـ 15 الأخيرة، وأصبحت في الوقت الحالي عصرية بدرجة أكبر من ذي قبل، كما قال موسى.
وأضاف أن "البدو كانوا حتى وقت قريب يعيشون على حليب النوق والسمك المجفف والتمر، لكن السياحة غيرت كثيرا من ذلك، وأصبح السكان يتنقلون بالسيارات ويشاهدون التلفزيون ويستعملون الهواتف المحمولة وأصبح إيقاع حياتهم أسرع".
وتشير التقديرات إلى أن عدد البدو الذين يعيشون في أنحاء الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا يصل إلى 4 ملايين نسمة.
ويحظى البدو عموما، بحكم معيشتهم في الصحراء، بنوع خاص من الاستقلال عن الحكومات المركزية، ويدينون بالطاعة لشيوخ القبائل، ويحتكمون في الغالبية العظمى من المنازعات إلى مجالس عرفية مؤلفة من شيوخهم وأعيانهم.
كما يلجأ البدو للأطباء في المدن في كثير من الأحيان طلبا للعلاج، لكنهم ما زالوا يعتمدون بدرجة كبيرة في التداوي على أنواع الأعشاب والنباتات الصحراوية المختلفة.
ويتزايد اقتراب البدو من المدن وإقبالهم على السكن فيها، لكنهم رغم ذلك يتمسكون بتقاليدهم وتراثهم ويحرصون على تعريف العالم بها.