نجحت الحلقات الأولى من سلسلة "أم الدنيا" في تحقيق نسبة مشاهدة عالية، حيث يركز العمل على الحضارة المصرية القديمة، ويبرز كيف صنع قدماء المصريين ميراثا ضخما من الآثار الخالدة.
وتشارك الفنانة سوسن بدر في السلسلة الوثائقية التي بدأ عرضها منذ 29 سبتمبر، حيث قالت في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "أهم سبب لمشاركتي في (أم الدنيا)، قراءة التاريخ، وهي مسألة مهمة جدا لكل الناس، وأي تاريخ مهم جدا فما بالنا بتاريخ مصر، ولذلك أقدمت على المشاركة في العمل باهتمام وشغف شديدين".
وأضافت بدر: "أعتقد بأنه يتعين علينا جميعا من أصغر شخص لأكبر شخص أن نفهم تاريخنا بشكل حقيقي وصادق. عملنا على تقديم التاريخ بشكل مبسط وسهل لكي يفهمه الجميع".
وعن الصدى الواسع الذي حققته سلسلة "أم الدنيا"، أشارت بدر، إلى أنها لم تكن تتوقع أن يحقق العمل كل هذا الانتشار والنجاح وبشكل خاص في صفوف الشباب، موضحة في الوقت نفسه أن "هذا العمل مهم جدا للأجيال لتزويدهم بالمعلومات التي لا يعرفونها عن تاريخ مصر".
وعن كواليس السلسلة، أوضحت بدر أن "الكواليس كانت شيقة جدا، خاصة أننا زرنا أكثر من محافظة في مصر، ولاحظت أن أهالي هذه المحافظات يدركون ويعرفون قيمة الآثار والمتاحف والتراث الموجود في بلدهم ويهتمون به".
وتابعت: " أعتبر سلسلة أم الدنيا من أهم الأعمال الوثائقية التي قُدمت على الإطلاق، خاصة لأنها فكر مصري خالص ولا تقدم وجهة نظر أحد، وإنما تقدم وجهة نظر التاريخ بصورة بسيطة وسهلة".
ويبدأ الجزء الأول من السلسلة الوثائقية، مع الإنسان المصري القديم، وصولا إلى حكم كليوباترا، مرورا بتوحيد القطرين وعصر بناء الأهرامات، وعصر الاضمحلال (الأول والثاني)، فضلا عن الهكسوس، وعصر ازدهار الدولة المصرية، على أن تُستكمل باقي الحلقات التاريخية في موسم جديد.
سلسلة وثائقية مبسطة
من جانبه، قال المخرج المصري محمود رشاد، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" إن فكرة السلسلة جاءته في ضوء اهتمامه الشديد بكل ما له علاقة بالتراث والتاريخ، وحرصه على المشاركة في توثيق التراث بشكل مرئي في المرتبة الأولى.
وبيّن رشاد أن "فكرة سلسلة أم الدنيا استغرق العمل عليها حوالي ثلاث سنوات، وعندما وجدت جهة منتجة متحمسة للعمل بدأت التنفيذ الفعلي منذ حوالي عام ونصف. الكتابة استغرقت حوالي ستة أشهر، والتحضير حوالي عام كامل، بينما التصوير الفعلي استغرق شهرين، والمونتاج خمسة أشهر تقريبا".
وحول الصعوبات التي واجهته في السلسلة، كشف رشاد أن السفر لأكثر من محافظة كان مرهقا جدا، لا سيما أنهم كانوا يستغرقون ساعات طويلة في التصوير باليوم الواحد، كما كان التصوير في شهر رمضان وفي الصحراء وبعض المناطق الصعبة.
وعن الهدف الأساسي من فكرة سلسلة "أم الدنيا"، أشار المخرج المصري، إلى أنه أراد إيصال تاريخ مصر بشكل مبسط وسهل وليس بالطريقة الأكاديمية.
وفيما يتعلق بالتحضير للجزء الثاني من سلسلة "أم الدنيا"، كشف رشاد عن أنهم حاليا بدأوا في مرحلة الكتابة للجزء الثاني، مشيرا إلى أن الجزء الأول سوف ينتهي بحكم كليوباترا وانتهاء الفترة البطلمية، ويبدأ الجزء الثاني من حكم الرومان مرورا بالفترة القبطية والإسلامية والتاريخ الحديث.
وبدوره كشف مدير تصوير سلسلة "أم الدنيا"، سيف خالد، عن الصعوبات والتحديات التي واجهته في العمل، مشيرا في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه "كانت هناك العديد من الصعوبات، خاصة التصوير في الأهرامات ونزول المقابر، كما كانت هناك أماكن مرهقة مثل وادي الملوك في أسوان، وأماكن أخرى في محافظة المنيا علاوة على مشقة السفر المتواصل لمحافظات كثيرة. كانت مهمة مرهقة، ولكن بسبب حبنا للعمل كنا نعمل بشغف واهتمام حتى تصل الصورة بأحسن شكل".
المراجعة التاريخية
تتضمن الحلقات مشاهد تمثيلية ودرامية و"أنيميشن"، كما تستضيف عددا من الأساتذة المختصين بعلم المصريات، وتستند إليهم في المادة التاريخية، من بينهم الدكتورة ياسمين الشاذلي، الحاصلة على الدكتوراه في علم المصريات من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة، والتي قالت: "دوري في العمل هو المراجعة التاريخية للسلسلة، بما في ذلك ملابس الشخصيات، فالكاتب والمخرج كانا يعرضان عليّ الملابس لكي أبدي رأيي فيها وأناقش معه كل التفاصيل والمعلومات المتصلة بالتاريخ".
وعن سبب حماسها للمشاركة في هذا العمل، لفتت الشاذلي إلى أنها كانت تتمنى منذ زمن طويل إنتاج سلسلة حديثة تتناول تاريخ مصر القديم بشكل سلس، حتى يتعرف المصريون إلى تاريخهم.