سنوات الحرب والهجرة وأيضاً الحب، حكايات جديدة تسردها وتركز عليها رواية "كلارينيت" للكاتبة السورية لارا أيوب، التي صدرت حديثاً عن دار "ببلومانيا" المصرية.
وتدور أحداث الرواية حول السنوات العشر الماضية وتعودُ بالقارئ إلى دروب الحرب ورحلة اللجوء، إذ تعيشُ شخصياتها أدواراً صعبةً، كلّ شخصية تحملُ قصة لاجئ مختلف، وتروي كيفية العيش مع الثقافات الأخرى وأيضاً تُبيّن مدى تأثير الوباء على حياة البشر. فمنذ القدم وإلى اليوم تنشبُ الحروب لتقتل الجميع دون تمييز، الرواية تحملُ فكرة السلام التي فقدناها ونفتقدها بشدة".
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، تقول لار أيوب إن رواية كلارينيت هي محاولتها الأولى في المجال الأدبي، تحتوي على 106 صفحات، استغرقت كتابتها قرابة العام ونصف العام، تحاولُ من خلالها عرض المأساة وأخذ الكاتب إلى حيثُ الهجرة والتغريبة السوريّة.
وتوضح أن سبب كتابتها لهذه الرواية كلارينيت "نابع من إيمانها بأنّ الكتابة هي الوسيلة الوحيدة القادرة على تقديم أفكاري وإيصال رسالتي من خلال بثّ ما تؤمن به روحي في عالم (كلارينيت) الذي عاشت فيه شخصيات متعددة ومختلفة، حيثُ رحلتُ معهم في رحلة اللجوء الطويلة، وعبرتُ بهم بلداناً كثيرة لأصل بهم في نهاية المطاف إلى ما يربطهم رغم اختلافهم".
وتتابع أيوب: "أما الصراع بين الواقع والعالم الافتراضي في روايتي، فيرأس الواقع الذي نشاهده والذي لا يختلف كثيراً عن العالم الافتراضي، ربما لو لم أعش زمن الحرب والوباء لكنتُ بالغتُ في الخيال حتى أكمّل أحداث روايتي، لكنني عاصرت الاثنين لذلك أعتقد أنّ الرواية واقعية أكثر من أن تكون خيالية، وكل منعطفات حياتنا أصبحت مرتبطة بالعالم الافتراضي، لذلك أعتقد أنّه عالمٌ حقيقيٌّ أكثر من كونه افتراضياً فقد نقل مآسينا طيلة الحرب."
وحول سبب التسمية تقول أيوب، "سميّت بالكلارينيت لأنّ لآلة الكلارينيت دور ورسالة في الرواية، ناهيك عن أنّ الموسيقى تنتصر دوماً على الحروب وأصوات الرصاص."
وتضيف الكاتبة: "الرواية تسرد أحداث علاقة حب تنشأ بين لاجئين من ديانتين مختلفتين في رحلة الهروب من سوريا بعد أن غرزت الحرب أنيابها في وطنهم، حيث يواجهان صعوبات عدّة ليس فقط في حبهما بل في أحداث أخرى تتصدّى لهما بسبب ويلات الحرب."
تدور أحداثها في السنوات العشر الماضية وتعودُ بالقارئ إلى دروب الحرب ورحلة اللجوء بين سوريا وكُردستان العراق وأوروبا، تُبيّن كم عانى المواطن السوري من الحرب القائمة في أراضيهم منذ زمنٍ طويل، إذ تعيشُ شخصياتها أدواراً صعبةً، كلّ شخصية تحملُ قصة لاجئ مختلف وتروي كيفية العيش مع الثقافات والأديان الأخرى، وأيضاً تُبيّن مدى تأثير الوباء على حياة البشر.
رسالة الرواية: نحنُ نشاهدُ منذ القدم وإلى اليوم بأنّ الحروب تنشب لتقتل الجميع بحجة القوميات والأديان والطوائف، وتبث العنصرية في كلّ مكان، أما الرواية فهي تحملُ رسالة إلى العالم، تحملُ فكرة السلام التي فقدناها ونفتقدها بشدة.
وبدأت لارا أيوب التجربة الكتابية عام 2011 من خلال كتابة سلسلة قصص قصيرة تحت عنوان "الحبّ في زمن الحرب"، متأثرةً أيضاً بالواقع السورية الذي نشاهده منذ أعوام، ومازالت مستمرة بذلك لأنقل معاناة السوريين حول العالم بطريقة أدبية إلى كل الناس.
وفي ختام حديثها تقول: "الكتابة في زمن الحرب شيقة وصعبة نوعاً ما، لكنها تبدو جميلة حين تحمل في طياتها المزيد من القضايا والهموم، وتنقلها بطرق إبداعية إلى الجميع."