مكتبة مفتوحة على شاطئ البحر، وتجمعات شبابية، هذا ما يحدث في ليالي مدينة البصرة الرمضانية جنوبي العراق في مبادرات تطوعية تحيي مدينة الجنوب.
وتفتتح المكتبة أبوابها مجازيا طبعا، حيث هي بلا أبواب وتتكون من عدة طاولات وكراسي، وتضم مئات الكتب والعناوين والتي تستقبل زوارها ومرتاديها، كل مساء بعد الإفطار من الساعة الثامنة إلى الثانية عشر منتصف الليل.
أما الجهة المنظمة، فهي فريق شباب البصرة الثقافي التطوعي، وهو تجمع شبابي يعني بالمبادرات الثقافية والخيرية الاجتماعية في المدينة، والذي تشكل منذ نحو عام، يسعى عبر هذه المبادرة - المكتبة التوعوية والمعرفية، لإعادة الاعتبار لقيم القراءة والمطالعة والمعرفة، وجعل الكتب متاحة في كل مكان.
فرغم أن الشواطئ تمتاز عادة، وحسب الصورة النمطية الرائجة عنها، بمقاهيها ومطاعمها وعربات بيع السكاكر والآيس كريم وغير ذلك، لكن مع هذه المبادرة فإن للمعرفة والثقافة أيضا نصيب، ومساحة في شارع كورنيش البصرة.
يقول مؤسس ومدير فريق شباب البصرة الثقافي التطوعي، مسلم جبار العبودي، في حديث مع سكاي نيوز عربية: "المبادرة هدفها توعية الشباب خاصة، من أبناء عقدي التسعينات والألفين، حيث ثمة عودة واعدة للقراءة من قبل الجيل الشاب، بعد انقطاع طويل وكبير عن قراءة الكتب، بفعل التطور التكنولوجي وسيادة أنماط السوشال ميديا خاصة، بدلالة ما لقيته مكتبتنا من اقبال كثيف وجميل، من قبل الشارع البصري عليها خاصة من الفئات العمرية الشابة، ومبادرتنا هذه مدتها 30 يوما طيلة شهر رمضان، وستستمر بعد رمضان أيضا بواقع يومين من كل أسبوع".
ويضيف: "مكتبتنا مجانية وعامة حيث نوفر فرصة المطالعة، لكل من يريد في شارع الكورنيش، ولدينا أيضا نظام الاستعارة، كأن تستعير كتابا وتأخذه معك للبيت، لمدة أسبوع أو أسبوعين".
ويقول مؤسس فريق شباب البصرة الثقافي، في حواره مع سكاي نيوز عربية: "ومن ضمن أهدافنا تزخيم واحياء الأنشطة، التراثية والثقافية والفكرية في شارع الكورنيش، حيث لدينا مبادرات وفعاليات يومية وأسبوعية، كمبادرة التوعية بالكتاب، حيث نسلط الضوء على حقيقة أن قراءة الكتاب تنتج الارتقاء بالوعي وتوسيع المدارك، وبالتالي تحقق التطور المعرفي والفكري للقارئ، فضلا عن تنظيم ندوات وورشات حوارية ونقاشية يومية، تعنى بتمكين الشباب والارتقاء بطاقاتهم، وتنمية قدراتهم".
ويردف: "المبادرات الأسبوعية تتمثل في دعوة واستضافة، فنانيين ورسامين ومثقفين، لعرض أعمالهم الابداعية وفي الهواء الطلق، حيث الاقبال الواسع من أهالي البصرة، على اختلاف أعمارهم ومشاربهم".
ويختم: "هدفنا الأكبر والأسمى من كل ذلك، هو بناء مجتمع جديد ".