عادة ما تكون انتقالات نجوم كرة القدم ذات وجهات ثابتة صوب ملاعب أوروبا، حيث بريق الشهرة وإغراء المادة وثمة استثناءات قليلة لنجوم كبار اختاروا اتجاهات مغايرة، فهاجروا إما غربا نحو دوري المحترفين الأميريكي، أو صوب أقصى الشرق في اليابان، أو حتى ملاعب الخليج العربي. هناك ينعمون بما يمكن تسميته "استرخاء ما قبل النهاية" ويشاركون في بطولات تمنح عائد مغر وحياة تسمح بالإسترخاء.
الفرنسي ديفيد تريزيجيه كان أحد هؤلاء فإبتعد بإرادته عن وهج النجوم وسحر حسابات البنوك الضخمة لينتقل إلى الدوري الأرجنتيني وتحديدا إلى فريق ريفر بليت بالدرجة الثانية.
تريزيجيه (34 عاما) لا يمكن أبدا وصفه باللاعب العادي فمشواره في الملاعب تزينه انتصارات من وزن كأس العالم وبطولة أمم أوروبا.. وتاريخه يعلن ارتداءه قمصان أندية شهيرة على غرار موناكو الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي.. وهي سيرة حافلة تفرض سؤالا محددا؟ لماذا الأرجنتين الأن .. ولماذا ريفر بليت؟؟
الإجابة جاءت على لسان اللاعب الذي خاض قبل ساعات تدريبه الأول على ملعب "مونومونتال" الشهير في بوينس ايرس، معتبرا أن أصوله الأرجنتينية، وعشقه لريفر بليت العريق كانا وراء القرار المفاجئ، وقال: "أريد أن أكون جزءا من التاريخ بالعودة للأضواء.. بالنسبة لي كرة القدم عشق.. هل يوجد مكان أفضل من هنا ليتحقق ذلك"؟
النجم الملقب بـ"تريزيجول" بسبب قدراته التهديفية الكبيرة اعتبر أن أحوال ريفر بليت الصعبة تزيد من قيمة التحدي، وقال أنه يسعى لمساعدة الفريق العريق إلى العودة إلى دوري الأضواء تماما كما فعل برفقة يوفنتوس الإيطالي قبل سنوات.. كما اعتبر أن عقلية كرة القدم في أمريكا الجنوبية مختلفة تماما عنها في أوروبا، مؤكدا: "ما أعيشه هنا قد يكون أفضل من كل هذا. وجودي هنا يمحني شعورا فريدا.. أشعر بأن كل شيء يمثله ريفر بليت يقدم لي الحافز"
اختار ديفيد تريزيجيه الأرجنتين وريفر بليت فبدت الخطوة لافتة.. تحد صعب لنجم سلك طريقا مفاجئا.. فيما ينتظر عشاق كرة القدم ما ستسفر عنه المغامرة الجديدة.