يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للتحقيق في فوز الأرجنتين المثير للجدل على بيرو في نصف نهائي كأس العالم 1978 بسداسية بيضاء، بعدما أثير من وجود شبه تلاعب في النتيجة.
ويأتي سعي "فيفا" بعدما خرج سيناتور سابق بحكومة بيرو بعد 34 عاماً من الصمت ليعترف أن بلاده تعمدت هزيمة منتخبها في مباراتها أمام الأرجنتين في نصف نهائي كأس العالم 1978 مقابل مساعدتها على التخلص من المعارضة.
وقال السيناتور جينارو ليديسما إزكييتا أمام القضاء الأرجنتيني: "كان الدكتاتور السابق خورخي فيديلا يحتاج إلى الفوز بكأس العالم من أجل تحسين صورة الأرجنتين أمام العالم".
وأضاف أمام القاضي الأرجنتيني نوربرتو أوياربيدي في إحدى القضايا المقامة ضد فيديلا، أن النتيجة ارتبطت بما يعرف باسم "خطة كوندور"، وهي العملية التي كانت تطبقها الدكتاتوريات اللاتينية بشكل مشترك خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات.
وأردف: "وافق فيديلا على طلب بيرو باستقبال مجموعة تضم 13 من المعارضين البيروفيين، بينهم أنا، للتخلص منهم مقابل الفوز في اللقاء". وأوضح أن الاتفاق كان يقضي بأن يتم إلقاء هؤلاء المعارضين من إحدى الطائرات كي لا يبقى "أي أثر" لهم، وهو ما كان النظام الأرجنتيني يفعله عادة مع معارضيه آنذاك.
وأشار إلى أن تلك النتيجة كانت مكافأة من الدكتاتور البيروفي فرانسيسكو موراليس بيرموديز للأرجنتين بعد إرسال المجموعة المعارضة إلى الأرجنتين.
مصالح سياسية إذن متبادلة بين البلدين، يبدو أنها تغلغلت إلى الجانب الرياضي للبيروفيين وأثرت على أدائهم في 21 يونيو 1978، موعد المباراة محل الجدل، في الدور الثاني للمونديال، حيث كان على منتخب التانغو الفوز بفارق أربعة أهداف على الأقل، من أجل التأهل وملاقاة هولندا في النهائي.
وقبيل المباراة بقليل زار فيديلا غرف لاعبي البيرو لتحيتهم، وبدأوا مباراتهم ضد أصحاب الأرض بقوة، لكن سرعان ما انهاروا ليتمكن منتخب الأرجنتين من الفوز بسداسية كاملة، سجل المهاجم الخارق ماريو كيمبيس منها هدفين، إضافة إلى هدف لكل من المهاجم ليوبولدو لوكي والمدافع ألبيرتو تارانتيني والجناح الأيمن رينيه هاوسمان. وقد أثيرت شكوك حول حارس مرمى منتخب البيرو المولود في الأرجنتين رامون كويروغا واحتمال تلقيه رشى من المجلس العسكري في الأرجنتين، إضافة إلى أحاديث عن تهديدات تعرض لها أعضاء المنتخب البيروفي.
في المقابل ، انتشرت ادعاءات بأن البرازيل دفعت للبيروفيين من أجل القتال على أرض الملعب.
في كل الأحوال، انتهى الأمر بتصدر المنتخب الأرجنتيني للمجموعة الثانية بفارق الأهداف عن منتخب البرازيل، لتترشح الأرجنتين إلى المباراة النهائية ضد المنتخب الهولندي الذي شهد بدوره غياب أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف عن منتخب بلاده بسبب - ما كشف عنه أخيرًا- تلقيه تهديدات من مجهول بالاختطاف. ولم تمض إلا أربعة أيام، حتى فازت الأرجنتين على هولندا بثلاثة أهداف ، وتُوِجت بطلة العالم، في حضور أعضاء المجلس العسكري الحاكم في المدرجات.
بيد أنّ الشكوك والتساؤلات لاتزال تطرح حول أحقيّة الأرجنتين بلقب " بطلة العالم 1978".