تشكل منطقة القلمون في ريف دمشق، أهمية استراتيجية للنظام السوري من الناحيتين العسكرية والجغرافية نظرا لموقعها على امتداد الأراضي السورية واللبنانية.
ودفعت تلك الأهمية النظام إلى شن حملة عسكرية بالتعاون مع حزب الله اللبناني، لطرد الفصائل المسلحة من المنطقة.
وأضحى انتشار الفصائل المسلحة في القلمون منذ اندلاع الأزمة السورية، هاجسا أمنيا مقلقا للنظام السوري وحزب الله اللبناني، بالنظر إلى دور المنطقة في تأمين طريق الشمال الغربي الذي يصل الساحل السوري بالعاصمة دمشق من الجنوب.
أما بالنسبة لحزب الله، فتكمن أهمية القلمون في تأسيس منطقة آمنة وخط إمداد لإبعاد أي خطر عن مواقع حزب الله داخل لبنان، عن طريق فصائل وتنظيمات مسلحة.
وتمكنت قوات النظام السوري وحليفها حزب الله اللبناني، في وقت سابق، من السيطرة على بلدات ومدن في القلمون الغربي من أبرزها النبك ويبرود وعين التينة فيما تتمركز قوات المعارضة السورية في التلال والجبال المحيطة.
وتشكل القلمون شريطا استراتيجيا بطول نحو 120 كيلو مترا وعرض نحو عشرة كيلومترات في بعض المناطق، وقرابة 35 كيلو مترا في مناطق اخرى بمساحة تبلغ 25 ألف كيلومتر مربع يحده من الغرب سلسلة جبال لبنان ومن الشرق الطرق المؤدية الى بادية الشام مع مجموعة كبيرة من القرى والمدن الصغيرة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وسعى النظام السوري وحزب الله اللبناني، مؤخرا، إلى إبرام اتفاق مع الفصائل يقضي بانسحاب المقاتلين إلى الشمال السوري وإجراء عمليات تهجير من القلمون على غرار ما حصل في الزبداني ومضايا، إلا ان فشل المفاوضات ادى الى شن النظام السوري وحزب الله حربا على الفصائل.
وكانت القلمون مخزنا كبيرا لأسلحة الجيش السوري، لاسيما أثناء تواجد القوات السورية في لبنان.