احتاج رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى 12 عاما، ليقول إن الحرب على العراق التي امتدت تداعياتها إلى معظم دول المنطقة وحصدت مئات الآلاف من القتلى وخلفت بلدا مدمرا تتآكله الصراعات الداخلية، بنيت على معلومات استخباراتية خاطئة.
كلمات بلير ألحقها باعتراف بأن الدموية، التي يحصدها العالم اليوم هي في مكان ما من صنيعة تلك الحرب، التي خططها مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مقدما اعتذارا حاول من خلاله التخفيف من فداحة ما ارتكب في حرب وصفت بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
يأتي هذا الاعتراف الذي قرأته الصحف البريطانية على أنه محاولة استباقية للدفاع عن نفسه، قبل صدور تقرير لجنة السير جون شيلكوت بشأن دور بريطانيا في الحرب على العراق والمتأخر منذ عام 2009.
كما يعقب الاعتراف اتساع رقعة الجدل في بريطانيا بشأن المشاركة في حرب العراق، بعد نشر صحيفة "ديلي ميل" البريطانية منذ نحو أسبوع وثائق مستقاة من مذكرات وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول، تكشف ما سمي بـ"الاتفاق الدموي" بين بلير وبوش لشن تلك الحرب.
الوثائق التي نشرتها الصحيفة، تعود بالتاريخ إلى ما قبل الغزو العراقي بنحو عام، وفيها يوجه باول رسالة إلى رئيسه قبل أسبوع من قمة مرتقبة مع الضيف البريطاني في كراوفورد في الولايات المتحدة، يؤكد له فيها أن بلير سيواصل دعم واشنطن وسيقدم حججا ستعزز الدعم العالمي لما قال إنه "قضية مشتركة" للبلدين.
وفي الرسالة يفصل وزير الخارجية الأميركي الأسبق حماس توني بلير تجاه الحرب قائلا إن لديه أفكار "في كيفية إقناع الرأي العالم بصدقية ما يتهدد السلام العالمي، وجعل جيران العراق يقفون إلى جانب قارعي طبول الحرب، وأخذ مباركة مجلس الأمن وتقديم البراهين على أن البلدين لديهما خطط لما بعد الحرب".
كما تكشف الرسالة مفاخرة باول بالقول: "بريطانيا ستكون خلف الولايات المتحدة في سياستها في الشرق الأوسط، بلير يدرك أنه قد يدفع ثمنا سياسيا لوقوفه إلى جانبنا ويريد تقليله".