في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحون فلسطينيون، الخميس، وأسفر عن مقتل مستوطنين اثنين قرب نابلس، سارع المستوطنون إلى ارتكاب أعمال انتقامية في الضفة الغربية.
وشملت اعتداءات المستوطنين، الجمعة والسبت، إحراق أراض زراعية في قرية بورين قرب نابلس، وتحطيم مركبات تعود إلى فلسطينيين، كما اندلعت مواجهات بين مواطنين فلسطينيين ومستوطنين في الخليل ورام الله.
واستغل المستوطنون هجوم القدس، ليلة الأحد، لتصعيد اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في المدينة والضفة الغربية.
وتركزت تلك الهجمات بالقرب من مستوطنات "ايتمار" و"يتسهار"" و"براخا" المقامة قرب نابلس، رغم أنها طالت معظم أرجاء الضفة، ووصفت وكالة" وفا" الفلسطينية إحراق المستوطنين لحقول الزيتون في قرية بورين المجاورة للمستوطنتين "براخا" ويتسهار"، بأنه الأعنف منذ سنوات، وشارك فيه 30 مستوطنا.
ويقول الخبير في شؤون الاستطيان خليل التفكجي في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": "يعتنق المستوطنون في هذه المستوطنات فكرة أرض إسرائيل الكبرى وتهجير الفلسطينيين منها"، ويعتبر سكان هذه المستوطنات -وهم من غلاة المتطرفين- أنفسهم "بقايا الحاخام اليهود المتطرف كاهانا".
وأضاف التفكجي أن 30% من المستوطنات المقامة في الضفة تعود لأسباب أيدليوحية، فيما أقيمت بقية المستوطنات لأسباب اقتصادية. ويحظى هؤلاء المستوطنون بامتيازات حكومية عدة، مثل الإعفاءات الضريبية لمدة 5 سنوات، والبنية التحتية المتطورة وتسهيلات أخرى.
من ناحيته، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إن مستوطنتي "يتسهار" و" كريات أربع" تعدان منبعا للتطرف في الضفة الغربية، إذ إنهما تضمان مدرستين دينيتين تدرّسان كتاب "شريعة الملك"، الذي يشرع قتل "الأغيار" والاعتداء على ممتلكاتهم.
وأضاف أبو عرقوب أن المجموعة الاستيطانية الأبرز التي تنشط في الضفة هي مجموعة "جباية الثمن"، وهي مكونة من عشرات المستوطنين الذين ينفذون الاعتداءات، ومئات آخرين يقدمون لهم الدعم اللوجستي.
وذكر أن هؤلاء المستوطنين يختارون أهدافهم بعناية، مثل حقول الفلاحين ومنازل في القرى قليلة السكان، بحيث يمكنهم الانسحاب في حال تصدي السكان الفلسطينيين لهم، وهذا ما يحدث في المناطق القريبة من نابلس.