تسود حالة من الهدوء الحذر بعد مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 7 آخرين، الأربعاء، في جنوب لبنان إثر عملية عسكرية تبناها حزب الله.
وقتل أيضا جندي إسباني في قوات الأمم المتحدة، بحسب ما أعلنت القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان منذ 1978، ووزارة الدفاع الاسبانية، من دون تحديد ظروف مقتل هذا الجندي.
وقبل يومين من خطاب مرتقب للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشأن الغارة الاسرائيلية على القنيطرة التي قتل فيها 6 من عناصر الحزب وجنرال إيراني، أعلن الحزب في بيان حمل "الرقم واحد" أن مجموعة من عناصره قاموا ظهر الاربعاء باستهداف "موكب عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة".
وسارع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى التأكيد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للرد "بقوة على أي جبهة"، بينما دعا وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى الرد "بطريقة قاسية للغاية وغير متناسبة".
وطالب سفير إسرائيل رون بروسور مجلس الأمن بـ"إدانة حزب الله بشكل واضح وعلني"، مضيفا أن "اسرائيل ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبها".
وفور وقوع الهجوم، بدأت اسرائيل قصف مناطق لبنانية حدودية، بينها قرى كفرشوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب حيث يوجد مواقع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، بحسب مصادر امنية لبنانية أشارت إلى سقوط نحو 50 قذيفة على هذه المناطق.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر "قمنا بالرد على تصعيد حزب الله. يواصل الجيش الرد لحماية اسرائيل"، في حين حلقت مقاتلات اسرائيلية فوق جنوب لبنان على علو منخفض، وفق مراسلي فرانس برس في المنطقة.
في مقابل ذلك، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية أن "التصعيد الإسرائيلي في المناطق الحدودية بعد العملية التي جرت في شبعا المحتلة من شأنه أن يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة".
من جهتها، اعلنت قوات اليونفيل في بيان أن ستة صواريخ أطلقت ظهرا باتجاه إسرائيل من محيط منطقة الوزاني الحدودية، تلاها قصف إسرائيلي على المنطقة ذاتها، ثم أطلقت خمسة صواريخ من محيط كفرشوبا نحو الجانب الإسرائيلي، تلاها أيضا قصف إسرائيلي.
وتصاعد التوتر منذ 18 يناير الماضي بعد الغارة الإسرائيلية على منطقة القنيطرة جنوب سوريا. وعزز الجيش الإسرائيلي بشكل كبير وجوده على الحدود منذ هذه الغارة.
ولم تعلن إسرائيل رسميا مسؤوليتها عن الغارة ولم تنف، لكنها كانت تتوقع ردا من حزب الله الذي اكتفى بتشييع عناصره الذين قتلوا في الغارة من دون أن يعلن عن كيفية رده عليها وتوقيت ذلك.