أكد رئيس الوزراء الليبي، عبدالله الثني، ورئيس البرلمان، عقيلة صالح عيسى، الاثنين، على رفض القرار "الباطل" للمؤتمر الوطني، المنتهية ولايته، بشأن تكليف عمر الحاسي بتشكيل حكومة جديدة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع عيسى، قال الثني إن نوري بوسهمين، الذي كان يترأس المؤتمر، لا يحمل في الوقت الراهن أي صفة رسمية، والقرار الذي أعلن عنه بشأن تكليف الحاسي "باطل" وغير شرعي.
وتعليقا على إقدام بعض المسلحين على إحراق منزله في العاصمة طرابلس، قال رئيس الوزراء إن "حرق البيوت لا يعني قتل الإرادة"، مشيرا إلى أن جماعة "فجر ليبيا" منظمة "إرهابية متطرفة".
وكان بيان المؤتمر، الذي تعد ولايته منتهية بعد انتخاب البرلمان الجديد، بشن تكليف بوسهمين للحاسي بتشكيل "حكومة إنقاذ وطني"، قد أثارت استنكارا من قبل أعضاء مجلس النواب.
وقال المتحدث الرسمي باسم البرلمان، فرج بو هاشم، إن الميليشيات تحاول من وراء هذه الخطوة "إيجاد غطاء سياسي"، ردا على تصنيفها من قبل البرلمان "منظمات إرهابية".
وأكد بو هاشم، في اتصال مع "سكاي نيوز عربية" من طبرق، أن قرار المؤتمر "غير شرعي"، وأنه لا يشكل أي تهديد لشرعية لحكومة الثني والبرلمان.
قائد الجيش يعلن حربا على "الظلاميين"
وفي تطور آخر، أعلن رئيس أركان الجيش الليبي، اللواء عبدالرزاق الناظوري، الحرب على "الإرهابيين" بالتزامن مع استمرار مساعي السلطة بحشد المجتمع الدولي لـ"إنقاذ البلاد".
وبعد أدائه القسم أمام مجلس النواب، قال الناظوري، الذي عين قائدا للجيش الأحد، "بعد اذنكم ومن هذه اللحظة أعلن الحرب على الظلاميين الإرهابيين التكفيريين".
وانتخب الناظوري رئيسا للأركان العامة للجيش خلفا للواء ركن عبدالسلام جادالله العبيدي الذي اعتبر البرلمان أنه فشل في بناء المؤسسة العسكرية بالشكل المطلوب.
حشد دولي "ضد الإرهاب"
وفي موازاة ذلك، جدد الوفد الليبي المشارك في الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا بالقاهرة دعوته للمجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة في ليبيا من "إرهاب الميليشيات".
وقال النائب الليبي، طارق الجروشي، إن النواب فوضوا الوفد الليبي برئاسة النائب الأول لرئيس البرلمان، محمد شعيب، باتخاذ كافة الإجراءات الرامية لـ"إنقاذ البلاد".
وأوضح في حديثه مع الموقع الإلكتروني لـ"سكاي نيوز عربية" أن الوفد، الذي يضم نوابا ووزراء، سيقوم بعد انتهاء مباحثات القاهرة بجولة مكوكية تشمل عدة دول لحشد الدعم الدولي.
وأشار الجروشي إلى أن الوفد، الذي سيبدأ جولته من باريس، سيطالب المجتمع الدولي بالعمل فورا على حماية المدنيين و"إنقاذ ليبيا" من "إرهاب الميليشيات المتطرفة".
وفي السياق نفسه، طالب السفير الليبي في القاهرة، فايز جبريل، بتدخل دولي، مشيرا إلى أن بلاده عاجزة عن حماية مؤسساتها ومطاراتها ومواردها الطبيعية، ولاسيما الحقول النفطية.
وتسيطر الميليشيات الإسلامية على 70 بالمئة من مدينة بنغازي، وعلى مناطق واسعة من العاصمة طرابلس حيث انسحبت القوات الحكومية الأحد "لأسباب امنية"، بحسب الجروشي.
قصف مطار الأبرق
والاثنين، قال مدير مطار الأبرق في شرق البلاد إن المطار تعرض لقصف بصواريخ غراد دون أن تلحق أية أضرار، وإن الهجوم، الذي شنه مجهولون، لم يعطل سير العمل.
يشار إلى مطار الأبرق، الواقع شرقي بنغازي، بات بوابة عبور حيوية إلى ليبيا، منذ أن دفع التردي الأمني بمصر وتونس إلى إلغاء الرحلات الجوية إلى طرابلس وغرب البلاد.
وسيطرت ميليشيات إسلامية مسلحة على مطار طرابلس بعد مواجهات عنيفة استمرت أياما، في حين سقطت معظم المناطق في بنغازي بيد تلك المجموعات.