بعد مرور 30 عاما على توجيه وداد حلواني نداء لحراك مدني لكشف مصير زوجها الذي خطف في نوفمبر 1982، تواصل لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين أثناء الحرب الأهلية في لبنان والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية تحركها لحث الدولة اللبنانية على تحمل مسؤولياتها إزاء كشف مصير المختطفين.
وفي إطار حملة تهدف لزيادة الوعي بشأن هذه القضية خاصة في صفوف الشباب، افتتحت جمعية " لنعمل معا من اجل المفقودين" معرضا في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث عرضت قصص المفقودين والمخفيين قسرا أثناء الحرب التي اندلعت عام 1975 واستمرت أكثر من 15 عاما.
وتقول جوستين دي مايو العضو في الجمعية "إنها مسألة معقدة لكن قضية المفقودين ستحل إذا كان هناك إرادة سياسية. ليس بإمكاننا نحن كمواطنين التحقيق في الذين نقلوا إلى سوريا أو في المقابر الجماعية التي عثر عليها في لبنان. ما يمكننا فعله جذب اللبنانيين وبخاصة الشباب لدعم القضية وزيادة الضغط على المسؤولين والنواب".
وتشير إلى أن الجمعية التي تأسست عام 2010 تسعى لـ"توثيق مصير 17 ألف لبناني فقدوا خلال الحرب"، مؤكد من جهة أخرى إلى أن "جيل الشباب مهتم جدا في تفاصيل هذه القضية" الشائكة.
كما تناشد جمعيات أهلية أخرى الحكومة اللبنانية الاهتمام جديا بالقضية، ووضع خطة عمل قد تسهم في كشف مصير الآلاف من المفقودين.
وفي هذا الصدد، تشير كارمن أبو جودة من المركز الدولي للعدالة الانتقائية إلى أن "المطلوب معالجة القضية بجدية وانشاء هيئة مستقلة لدرس ملفات جميع المفقودين والمعتقلين. من واجب الحكومة معالجة هذا الملف وليس فقط عبر اصدار تقارير لإسكات الاهالي".
وتتابع كارمن ملف المفقودين منذ سنوات، وترى أن الحكومة مقصرة جدا بحق المفقودين وأهاليهم الذين يريدون معرفة مصير ابنائهم أحياء كانوا أم أمواتا.
ويعتبر أهالي المخطوفين أن الحكومة لا تقوم بدورها، ويعلقون أمالا كبيرة على عمل المنظمات غير الحكومية لإبقاء القضية حية.
وبعد 30 عاما على انطلاق الحراك المدني لأهالي المختطفين، يبقى شعارهم "الأمل ممنوع أن يموت"، لا سيما أن بعض الأهالي غيبهم الموت، فباتت القضية بعهدة الجيل الثاني من الأبناء والأقارب.
وكانت لجنة "أهالي المخطوفين والمفقودين"، وبمناسبة مرور 30 عاما على تشكيل اللجنة، نظمت الأسبوع الماضي مسيرة لذوي المفقودين زارت أماكن مختلفة تضم مقابر جماعية ذكرت في التقرير الرسمي للدولة.
واختتمت المسيرة في خيمة أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية في حديقة جبران خليل جبران أمام مبنى الإسكوا وسط العاصمة اللبنانية.