قال مواطنون سوريون إنهم تعرضوا لقصف بـ"قنابل النابالم" الحارقة، ألقتها طائرات تابعة للجيش السوري، على مدينة أورم الكبرى قرب محافظة حلب شمالي البلاد، وفق فيديو بثه ناشطون على الإنترنت الجمعة، ولم يتنس لـ"سكاي نيوز عربية" التأكد من صحته.
وقال مدرس في أحد المعاهد التعليمية في المدينة التي أصابها القصف، إن طلابا تعرضوا للضربة بينما كانوا يحاولون الفرار من هجوم قرب المعهد. وأضاف بينما كانت تغطي جسمه حروق كبيرة، أن الطائرات "ضربت منطقة سكنية في أروم الكبرى. حاولنا الخروج بسرعة للفرار من الضربة، لكنا لم نفلح في ذلك. هذا قدرنا".
وأوضح أن الطائرات ضربت المكان بينما كان الطلاب يتجمعون للخروج من باحة المعهد، وهو أمر طبيعي في ظل هذه الظروف، ومن ثم ضربت الطائرة التجمع".
وقال طبيب من المدينة، إن سبعة على الأقل قتلوا بينما أصيب 50 آخرون في الهجوم، موضحا أن "الحروق التي ظهرت على المصابين تشبه تلك التي تحدثها قنابل النابالم"، وفق شريط فيديو ثان بثه ناشطون سوريون في الإنترنت عقب الضربة.
ويأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد حدة التصريحات الغربية المهددة بتوجيه ضربة عسكرية إلى دمشق، في أعقاب هجوم بالكيماوي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق في الحادي عشر من أغسطس الجاري.
وفي فيديو ثالث ظهر ضحايا آخرون نتيجة هجوم بـ"قنابل النابالم"، وقالت امرأة قدمت نفسها على أنها الدكتورة رولا، من منظمة "يدا بيد من أجل سوريا": "كان هناك هجوم على كلية في منطقة قريبة من هنا". ولم يتنس لـ"سكاي نيوز عربية" التأكد من صحة الشريط المصور.
وأضافت: "يبدو أنه هجوم كيميائي شبيه بالنابالم، الذي يسبب حروقا خطيرة. هناك سبعة قتلى حتى الآن ونحو 50 جريحا". ومضت تقول: "كل ما يمكننا فعله هو تقديم الإسعافات الأولية للجرحى. معظم الحالات يمكن علاجها هنا، وأرسلنا بعض الحالات الخطيرة إلى تركيا".
تجدر الإشارة إلى أن قنابل النابالم لا تصنف على أنها سلاح كيمياوي محظور، على الرغم من أنها يمكن أن تسبب إصابات بحروق بالغة. ولم تؤكد مصادر حكومية سورية صحة نبأ استخدام هذا النوع من القنابل.
واستخدمت قنابل النابالم من قبل في حرب فيتنام (1956-1975)، والحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وهي قنابل تحتوي على مادة هلامية تلتصق بالجلد وتحدث حروقا بالغة في درجة حرارة مرتفعة جدا.
اشتباكات في الغوطة
واستؤنفت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في بلدة الغوطة الشرقية بعدما زارها محققو الأمم المتحدة للوقوف على ملابسات تعرضها لهجوم بالأسلحة الكيماوية.
وقال ناشطون في شريط مصور لم يتح التأكد من صحة مصدره، إن مقاتلين من كتيبة أحفاد الفاروق، قصفوا مقار قيل إنها تابعة للجيش السوري في بلدة بيت سحم، وأطلقوا نيران رشاشاتهم باتجاهها.
من جهة أخرى، قال نشطاء من المعارضة إن القوات الحكومية أطلقت وابلا من الصواريخ الجمعة على بلدة المعضمية بريف دمشق التي تعرضت الأسبوع الماضي لهجوم بغاز الأعصاب في ثاني محاولة للسيطرة على تلك البلدة الاستراتيجية، لكن واجهت مقاومة شديدة من كتيبتين للمعارضة تتمركزان في البلدة .
وتقع المعضمية بالقرب من مطار المزة العسكري وهي قاعدة رئيسية للقوات ولميليشيا موالية للأسد ومقر قيادة الفرقة الرابعة الميكانيكية التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار والتي تضم أساسا جنودا من الأقلية العلوية التي تنتمي إليها أسرة الأسد وتحكم سوريا منذ الستينات.