في غياب رئيس الدولة، بشار الأسد، تم الجمعة تشييع جنازة ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن السوريين الذين قتلوا في التفجير الذي وقع في العاصمة السورية دمشق الاربعاء الماضي، وبمقتل هؤلاء تبقى حول الرئيس دائرة ضيقة من 8 أشخاص أبرزهم شقيقه ماهر وشقيته بشرى وزوجته أسماء.
وناب عن الأسد نائبه فاروق الشرع ووزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج في حضور الجنازة، التي أقيمت عند قبر الجندي المجهول على جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق، والتي عرضت لقطات لها على شاشة التلفزيون الحكومي.
ووفقاً لوكالة الأنباء السورية، فقد حضر ألقى المسؤولان "نظرة الوداع على الجثامين قبل نقل جثمان كل من المسؤولين إلى مدينته لدفنه فيها".
كما شارك بالتشييع الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس الوزراء رياض حجاب وعدد من الوزراء وكبار الضباط.
وقتل في الهجوم على مقر الأمن القومي بدمشق كل من آصف شوكت صهر الاسد ونائب وزير الدفاع وداود راجحة وزير الدفاع وحسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية، فيما أعلن الجمعة عن وفاة رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، متأثراً بالجروح التي أصيب بها في التفجير ذاته.
ولم يظهر الأسد منذ تفجير الأربعاء إلا مرة واحدة، وذلك عندما عرض التلفزيون السوري الخميس لقطات له بينما كان وزير الدفاع الجديد يؤدي أمامه اليمين ليحل محل راجحة.
علاوة على ذلك لم يتحدث الرئيس السوري أو يدلي بتصريحات منذ هذه الحادثة التي أطاحت بأركان القيادة العسكرية السورية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن معارض سوري ودبلوماسي غربي أن الأسد متواجد حاليا في اللاذقية، لكنها أشارت إلى أنه لم يعرف إذا ما كان قد توجه إلى المدينة الساحلية قبل الانفجار أم بعده.
وأشارت أنباء بعد التفجير إلى أن الطائرة الرئاسية وصلت إلى مطار اللاذقية، وأن الأسد قد يكون على متنها، غير مصادر سورية أكدت أن الطائرة الرئاسية كانت تقل والدة الرئيس بشار الأسد، أنيسة مخلوف، وزوجته أسماء وأولاده الثلاثة.
وفيما أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى حضور ماهر الأسد الجنازة، إلا أن الصور التي بثتها وكالة الأنباء السورية لم يظهر مشاركة ماهر الأسد فيها.
الدائرة المقربة للأسد
مع مقتل 4 شخصيات مهمة في الدائرة المقربة للأسد، يبقى حوله 8 شخصيات بارزة مقربة إليه، وهذه الشخصيات هي:
ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس وقائد أفضل فرق الجيش عتاداً و6 ألوية من الحرس الجمهوري مسؤولة عن الأمن في العاصمة دمشق. يشار إلى أن ماهر الأسد معروف بمزاجه الغاضب وأساليبه القاسية، وفقاً للأسوشيتد برس.
علي المملوك، مستشار أمني خاص كان يرأس في الماضي جهاز الأمن الداخلي المرهوب الجانب، ولمملوك صلات أيضاً بأفرع وعمليات أمنية أخرى.
عبد الفتاح القدسية، رئيس المخابرات العسكرية ومن بين المسؤولين الكثيرين الذين طالتهم عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب دوره في الحملة الوحشية ضد المحتجين.
وليد المعلم، وزير الخارجية وأحد المسؤولين القلائل الذي يظهرون أمام الصحفيين لشرح أفعال الأسد، وقد وضعته الولايات المتحدة على قائمة بالمسؤولين الخاضعين للعقوبات بسبب دوره في حملة القمع. وقبل تعيينه وزيراً للخارجية في 2006، كان منخرطا بقوة في محادثات السلام الفاشلة مع إسرائيل.
فاروق الشرع، نائب الرئيس وسيخلفه في حال استقال أو توفي في ظل النظام الحالي. كان في الماضي الوجه الإعلامي لنظام الأسد ومن قبله ووالده حافظ، لكنه توارى عن الأنظار في الأسابيع الأخيرة، قبل أن يشارك في جنازة الجمعة.
بشرى شوكت، شقيقة الأسد الكبرى وأرملة آصف شوكت وهو جنرال مرهوب الجانب قتل في تفجير يوم الأربعاء. ويعتقد أنها تمتلك نفوذاً كبيراً على شقيقها وزوجها قبل مقتله.
أسماء الأسد، زوجة الرئيس بريطانية المولد. تشتهر بغرامها بالمقتنيات الثمينة ومظهرها الفاتن أكثر من نفوذها السياسي، لكن الاتحاد الأوروبي أدرج اسمها في الشخصيات السورية التي فرض ضدها عقوبات.
بثينه شعبان، الناطقة باسم الأسد وكانت الممثل الرئيسي للنظام في العالم الخارجي. ولا يعرف مدى التأثير الذي تمتلكه على سياسية هذا النظام. بدأت مسيرتها كمترجمة لوالد الأسد وهي أستاذ في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة دمشق.