أكدت السلطات السورية الأربعاء أنها قامت بـ"تطهير" بلدة الحفة في محافظة اللاذقية من "المجموعات الإرهابية" وأعادت الهدوء والأمن إلى البلدة، التي كانت قد شهدت قبل أيام مجزرة ولم يتمكن وفد المراقبين الدوليين من دخولها الثلاثاء رغم المحاولات المتكررة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن السلطات السورية "أعادت الأمن والهدوء إلى منطقة الحفة بعد تطهيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت عليهم وقامت بتخريب وحرق عدد من الممتلكات العامة والخاصة".
ويأتي إعلان النظام السوري عن "تطهير" الحفة بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الجيش السوري الحر الثلاثاء عن انسحابه من البلدة المحاصرة وتهريب المدنيين من البلدة التي تعرضت كذلك لقصف عنيف من القوات النظامية السورية.
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا من بلدة الحفة المحاصرة، التي شهدت هجوماً مدعوماً بالدبابات والطائرات المروحية.
وقال مقاتل عرف نفسه باسم عبد الودود "كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب الاثنين". وأضاف : "نحاول إخراج كل الأسر حتى تتمكن من الهرب إلى تركيا" على بعد نحو25 كيلومتراً.
وكان المتحدثة باسم الأمم المتحدة سوزان غوشة قالت الثلاثاء إن مراقبي المنظمة الدولية في سوريا الذين توجهوا إلى الحفة للتحقيق في تقارير بوقوع اشتباكات في المنطقة، وجدوا صعوبة في الوصول إلى البلدة بدرجة خطيرة للغاية، تحول دون دخولها.
وتابعت غوشة لرويترز عبر الهاتف من دمشق "الوضع الأمني غير آمن لدخول البلدة، كنا عند آخر نقطة تفتيش وقالت الحكومة يمكنكم المرور ولكننا رأينا أن الوضع غير آمن".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدداً من سكان قرية الشير في ريف اللاذقية الموالين للنظام السوري الثلاثاء منعوا وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ بلدة الحفة المجاورة، التي تتعرض منذ أسبوع لقصف وحصار متواصلين من قوات النظام.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "قطع سكان قرية الشير الموالية للنظام طريقا رئيسية تقود إلى بلدة الحفة، بأجسادهم حين تمددوا أرضا أمام سيارات المراقبين".
دمشق: لسنا في حرب أهلية
من ناحية ثانية، قالت الخارجية السورية إن البلاد لا تشهد حربا أهلية بل ما سمته " كفاحاً لاستئصال آفة الإرهاب".
وجاءت هذه التصريحات رداً على ما ذكره منسق عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة أن سوريا تشهد حربا أهلية.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية أن "سوريا لا تشهد حرباً أهلية بل تشهد كفاحاً ومواجهة القتل والخطف وفرض الفدية والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة ".
وتابع البيان الذي نقلته "سانا": "تبعاً للقانون الدولي وللتفاهم الأولي الذي تم توقيعه بين سوريا والأمم المتحدة بتاريخ 19-4-2012 فإن من واجب السلطات السورية التصدي لهذه الجرائم وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها".
وشدد البيان بالقول على أن سوريا تعيد تأكيدها على احترامها لخطة أنان واستعدادها لتنفيذها وعلى ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة موقفاً حاسماً ضد الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة، والتأكيد على ضرورة وقف أي دعم عسكري أو مالي تقدمه أوساط إقليمية ودولية لهذه المجموعات الإرهابية، التزاماً بقرارات مجلس الأمن الداعية إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة آفة الإرهاب".