دعا القيادي الفلسطيني في حركة فتح مراون البرغوثي القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي الرئيس محمود عباس إلى عدم استئناف المفاوضات مع إسرائيل، قائلا إن نتائج هذه المفاوضات لن تتغير في ظل حكومة معادية للسلام على حد تعبيره.
وأشاد القيادي في حركة فتح في مقابلة مع سكاي نيوز عربية أجريت عبر محاميه، بالتفاعل الكبير الذي بيديه الشعب الفلسطيني مع قضية الأسرى. وأشار إلى أن أي تقصير في قضية الأسرى "تتحمل مسؤوليته القيادة الفلسطينية الرسمية والفصائل الفلسطينية مجتمعة فهي لم تبذل الجهد الكافي ولا تقوم بما هو ملقى على عاتقها لتحرير الأسرى".
من جهة أخرى، قال البرغوثي إن الانقسام وصمة عار على جبين القيادات الفلسطينية. ولفت إلى" هناك طبقة قيادية أصبح لها مصالح في استمرار الانقسام والحفاظ على الامتيازات الفئوية والشخصية"، على حد قوله، دون تسمية أحد بعينه.
وفيما يلي نص المقابلة:
1: كيف تفسر ضعف الحراك الشعبي المناصر لقضية الأسرى خصوصاً بعد استشهاد عرفات جرادات وميسرة أبو حمدية ودخول أسرى آخرين أشهر في إضرابهم عن الطعام كالعيساوي وآخرين مرحلة الخطر؟ وهل نحن على أعتاب هبة داخل السجون قد تشعل فتيل حراك شعبي كبير في الخارج؟
إن شعبنا يتحرك ويتفاعل بقوة مع قضية الأسرى باعتبارها قضية وطنية هامة وتمثل فرسان وأبطال الانتفاضة والمقاومة الذين ناضلوا من أجل حرية شعبهم.
وقد تكثفت حملات التضامن منذ بداية الإضرابات والتي لم تنقطع منذ بداية عام 2011 وحتى هذا التاريخ، ونحن نلاحظ المشاركة في عشرات الاعتصامات والتظاهرات والمؤتمرات ولا يمكن توجيه أي لوم لشعبنا.
ونحن نعتز ونفتخر بهذه الوقفة مع الأسرى وأي تقصير في قضية الأسرى الذي يتحمل مسؤوليته هو القيادة الفلسطينية الرسمية والفصائل الفلسطينية مجتمعة فهي لم تبذل الجهد الكافي ولا تقوم بما هو ملقى على عاتقها لتحرير الأسرى.
والأسرى من جانبهم مصممون على مواصلة نضالهم وكفاحهم من أجل حريتهم وتحسين شروط حياتهم الإنسانية.
ونحن لا ننظر إلى قضية الأسرى بمعزل عن قضايا شعبنا الأخرى فالنضال من أجل الأسرى والتضامن معهم هو مقاومة للاحتلال والنضال من أجل القدس، والدفاع عنها هو نضال من أجل الأسرى، والدفاع عنهم ومقاومة الاحتلال والاستيطان هي أيضا نضال ودعم ودفاع عن الأسرى.
وكذلك النضال من أجل حق العودة للاجئين هو نضال من أجل القدس والأرض والإنسان.
2: شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة زيارة للرئيس الأميركي وحراك دبلوماسي لإعادة إحياء العملية السياسية هل تدعم عودة المفاوضات مع إسرائيل من منظور إقليمي؟ في مشهد التغيرات في الإقليم العربي وحديث عن كونفدرالية مع الأردن ما الأسس المطلوبة وكيف تقيم الأداء السياسي للقيادة الفلسطينية خصوصاً بعد الاعتراف بدولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة؟
زيارة أوباما هي زيارة دعم ومساندة لتعزيز لتحالف استراتيجي غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية بين أميركا وإسرائيل وزيارة رام الله كانت هامشية وليست أساسية في رحلته، والإدارة الأميركية لم تبد أية جدية في إنهاء الصراع وهي المسؤولة إلى جانب إسرائيل عن فشل عشرين عاماً من المفاوضات.
وأنصح القيادة الفلسطينية بعدم تكرار هذه التجربة لان النتائج لن تكون مغايرة والحكومة الإسرائيلية معادية للسلام وهي حكومة احتلال واستيطان وتطرف.
وعلى القيادة الفلسطينية أن تتوجه للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الدولي للحصول على عضوية كاملة لفلسطين والانضمام لكافة المواثيق والوكالات والمعاهدات الدولية وكذلك للوكالات الدولية ولمحكمة الجنايات الدولية وكذلك العمل على الصعيد الدولي والإقليمي لمقاطعة إسرائيل وعزلها ومعاقبتها دولياً وتصعيد دائرة المقاومة للاحتلال، إلى جانب المقاطعة الشاملة له سياساً وإدارياً وامنياً واقتصاديا.
والمفاوضات لن تجدي قبل التزام إسرائيل الرسمي والصريح والواضح بإنهاء الاحتلال والانسحاب لحدود 1967 والاعتراف بحق شعبنا بإقامة دولته وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره وممارسة السيادة الوطنية وتمكين اللاجئين من ممارسة حقهم في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها وذلك طبقاً للقرار الدولي 194، وتحرير كافة الأسرى والمعتقلين.
والشعب الفلسطيني يناضل من اجل الحرية والعودة والاستقلال وليس من أجل السيادة الاقتصادية التي تريد أميركا وإسرائيل استبدالها بالسيادة الوطنية.
3: كما تعلم المصالحة متعثرة وتسير بخطوات متثاقلة وكل مرة يجري فيها حوار يبنى معه تفاؤل شعبي، تعود للمربع الأول ما الأسباب؟ وما هو المطلوب من فتح وحماس لانجاز المصالحة؟ وهل تؤيد قمة عربية مصغرة لإنجازها؟
الانقسام وصمة عار على جبين القيادات الفلسطينية وهي صفحة سوداء في سجل فلسطين ناصع البياض وهناك طبقة قيادية اصبح لها مصالح في استمرار الانقسام والحفاظ على الامتيازات الفئوية والشخصية.
واستمرار الانقسام هو خيانة لدماء الشهداء وعذابات الأسرى ولمعاناة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
وأقصر الطرق لإنهاء الانقسام والمصالحة الوطنية هو العودة لتطبيق وثيقة الأسرى للوفاق الوطني التي كان لي شرف تقديمها في سجون الاحتلال والتي وقعت عليها كافة الفصائل الفلسطينية دون استثناء.
لقد أكدت دوما أن الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار لحركات التحرر وللشعوب المقهورة واستمرار الانقسام يصب في مصلحة الاحتلال. وشعبنا بحاجة لانتخابات عاجلة وشاملة جديدة للمجلس التشريعي والمجلس الوطني ولجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأرحب بالدعوة لعقد أي لقاء من أجل المصالحة والوحدة الوطنية وبأي دعوة عربية أو إسلامية أو صديقة لإنهاء الانقسام ويجب عدم اليأس مهما بلغت الصعوبات واذا فشلت عشر محاولات فلا يعني التوقف ولا يعني ألا تنجح الفرصة الحادية عشر.
وآمل لهذه القمة أن عقدت في القاهرة أن تقود إلى تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وإلى انتخابات تشريعية ورئاسية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني.