اليمن، البلد الذي أصبح منذ سنوات مرادفا للصراعات المستمرة والانقسامات الداخلية، يواصل اختبار قدرة أطرافه المختلفة على إدارة الأزمة الوطنية وتحقيق الاستقرار.
في هذا السياق، يبرز دور المجلس الانتقالي الجنوبي كفاعل محوري في الساحة الجنوبية، حيث يركز على مواجهة جماعة الحوثي وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأوضح القيادي في المجلس، منصور صالح، خلال حديثه إلى "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، أن أي مغادرة محتملة لأعضاء الحكومة لن تؤثر على مسار مواجهة الحوثيين، مؤكدا أن الهدف الأسمى هو توحيد الجبهة ضد الانقلابيين وإرساء أسس الأمن في الجنوب.
يُبرز تصريح صالح رؤية المجلس الانتقالي بشأن الاستحقاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية، كما يعكس العلاقة المعقدة بين المجلس والحكومة الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، بقيادة رشاد العليمي، والمبادرات الخليجية الداعمة لاستقرار اليمن.
هذا التقرير يقدم تحليلا مفصلا لمضمون حديث منصور صالح، مع قراءة معمقة لتداعيات هذه التصريحات على المشهد اليمني الراهن.
مغادرة بعض أعضاء الحكومة.. مفاجأة غير مبررة
أوضح صالح خلال حديثه أن مغادرة بعض أعضاء الحكومة كانت مفاجئة وغير مبررة، مشيرا إلى أنه "لم يحدث هناك أي تطور يستدعي مغادرة أي عضو من أعضاء الحكومة"، وأن المجلس لم يطلب من أي جهة مغادرة الحكومة، مؤكدا حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على أداء الحكومة ومتابعتها في مهامها، خصوصا في "استكمال الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته منذ أشهر".
وشرح صالح أن معظم الوزراء، بما في ذلك وزراء الدفاع والداخلية وستة وزراء من المجلس الانتقالي، ما زالوا في مواقعهم، ما يعكس عدم وجود أي "مشكلة حقيقية" تتعلق بمغادرة الحكومة، معتبرا أن أي مغادرة محدودة قد تكون لأسباب شخصية وليست سياسية.
المنطقة العسكرية الأولى.. خطوة نحو توحيد الجبهة الجنوبية
حول قضية إعادة تموضع القوات، أشار منصور صالح إلى أن إخراج المنطقة العسكرية الأولى من مناطق الوادي والصحراء، وفقًا لاتفاق الرياض، يشكل "خطوة مهمة في توحيد مسرح العمليات العسكرية"، مشددا على أن هذه القوات لم تساهم في مواجهة الحوثيين في مناطق عدة، بما فيها بيحان ومأرب والبيضاء، بينما كانت الجماعات الإرهابية الأخرى تحركت دون أي تدخل منها.
وأكد صالح أن دخول القوات الجنوبية إلى مناطق الوادي والصحراء كشف كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المخزنة، مشيرا إلى أن "خروج المنطقة العسكرية الأولى يوفر خدمة كبيرة لتوحيد المسرح القتالي للحكومة الشرعية"، ويتيح للقوات الجنوبية العمل بحرية وفعالية دون مخاطر التهديد الخلفي أو اختراق المعارك كما كان يحدث سابقًا.
تعزيز التعاون العسكري والسياسي
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن القوات الجنوبية تعمل منذ 2017 في إطار مواجهة الإرهاب وميليشيا الحوثي، مؤكداً أن "المجلس الانتقالي الجنوبي مدد يده منذ اللحظة الأولى"، وأن أي تحركات عسكرية تمت جاءت استجابة لمطالب الأهالي في مناطق الوادي والصحراء، الذين طالبوا بإخراج المنطقة العسكرية الأولى ووقف عمليات الاغتيالات اليومية التي كانت تستهدف السكان المحليين وبعض الأشقاء السعوديين المتواجدين هناك.
وأكد أن هذه التحركات العسكرية لا تحمل أبعادا سياسية، بل تهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار ووقف تهريب الأسلحة والمخدرات إلى الحوثيين، وضبط نشاط التنظيمات الإرهابية في مناطق الوادي والصحراء والمهرة.
وشدد منصور صالح على التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بالتحالف العربي. وقال إن المجلس سيظل جزءا من المعركة "التي ما زلنا في قلبها حتى هذه اللحظة"، مؤكداً استمرار الجبهات الجنوبية، بما في ذلك الضالع وبوكيراس.