أحيى الإسرائيليون الأربعاء ذكرى قتلاهم الذين سقطوا منذ عام 1851 سواء من الجنود و المدنيين الذين قضوا في ما يعرف بإسرائيل بالعمليات العدائية.
ويقصد الإسرائيليون بالعمليات العدائية تلك الهجمات التي استهدفت اليهود والإسرائيليين منذ بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين فيما يسميه اليهود "العليا".
وقد وصل عدد القتلى وفق الإحصاءات الرسمية إلى نحو 23 ألف قتيل. ويأتي إحياء هذه المناسبة عشية احتفال الإسرائيليين بإنشاء دولتهم وفق التقويم العبري .
في الذكرى الرابعة والستين لإسرائيل يتجدد النقاش الداخلي حول التعريف الرسمي للدولة العبرية الذي ينص على اعتبارها دولة يهودية وديموقراطية وفقا لوثيقة إعلان اسرائيل ولأحد قوانينها الأساسية.
ويشير البروفسور يديديا شتيرن من المعهد الإسرائيلي للديموقراطية في مقال حول هذه القضية إلى أن الدولة اليهودية هي "ظاهرة مميزة وشابة، لا يزال النقاش حولها في مرحلة مبكرة."
مضيفا أن ثمة صراعا بين الطابعين اليهودي والديموقراطي لا يمكن تسويته إلا من خلال عملية متواصلة من النضوج والتوعية.
فمفهوم الدولة اليهودية يُهاجم برأي شتيرن من جانب ثلاثة تيارات مختلفة، هي التيار الديني الذي ينبع التهديد فيه من رغبة قيادات دينية بفرض المفاهيم الدينية على مؤسسات الدولة وقراراتها.
فيما يعتقد اتباع التيار الوطني وفق شتيرن أن على إسرائيل إقصاء من هم ليسوا يهودا من المواطنين بشكل ممنهج، بما في ذلك التمييز المستمر ضد العرب في تقاسم الموارد، وتشريع قوانين تستهدفهم.
ويذكر شتيرن تيارا ثالثا هو التيار الليبرالي الذي يسعى لإلغاء التعريف اليهودي للدولة، ويعتقد أن الدولة الديموقراطية هي الدولة التي تساوي بين كل مواطنيها.
النقاش في مسألة الطابع اليهودي لإسرائيل مستمر منذ إنشائها عام 1948 وتهجير سكان ما يزيد على 500 قرية فلسطينية في مختلف المناطق ليشكل السكان الأصليون الباقون في وطنهم نحو 21% من مجمل عدد مواطني إسرائيل الذي يتجاوز هذا العام 7 ملايين.
معظم المواطنين العرب باستثناء من فضل الاندماج في الدولة العبرية ومؤسساتها لا يشعرون بصلة وطنية حيال الكيان الذي يعيشون فيه ويطالبون بتعديل التعريف الرسمي للدولة إلى جانب تغيير الرموز العامة بما فيها العلم والنشيد الوطني .
ويقول الباحث الفلسطيني أنطوان شلحت إن تأكيد الطابع اليهودي للدولة على حساب الطابع الديموقراطي يسجل الآن "ذروته الكبرى" بسبب التغييرات السياسية والاجتماعية الحاصلة في المجتمع اليهودي الذي بدأت الشريحة المتدينة فيه تطغى على العلمانية، إلى جانب وجود حكومة يمينية تكرس سيطرة الفكر اليميني على المناخ السياسي العام وتواصل تجاهل الأقلية العربية الفلسطينية .
ويضيف شلحت أنه ليس متفائلا بخصوص المستقبل المنظور إذ تبين الاستطلاعات الجدية استمرار تزايد قوة تكتل اليمين في إسرائيل.
وكان استطلاع "مقياس الديموقراطية" الذي يقوم عليه المعهد الإسرائيلي للديموقراطية قد بين أن 48.5% من اليهود فضلوا تعريف إسرائيل بالدولة اليهودية الديموقراطية بينما قال 32.5% إنهم يفضلون تعريف الدولة اليهودية، وقال 17% إنهم يفضلون دولة ديموقراطية.
وبناء على معطيات الاستطلاع يرى شتيرن أن الأغلبية من اليهود ترى ضرورة في الاختيار بين دولة يهودية أو ديموقراطية لكنه هو يصف هذا التوجه بالوهم ويشير إلى أنه من دون الهوية اليهودية ليس للدولة الحق في الوجود ومن دون الطابع الديموقراطي ما من إمكانية للوجود.