قالت مجموعة الأزمات الدولية إن هدنة عيد الفطر في السودان تمثل فرصة لإقناع قادة الجيش والدعم السريع لوقف القتال، الذي إن لم يتوقف، وفق المجموعة، فقد ينزلق الصراع إلى حرب أهلية مدمرة.
وذكرت مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية معنية بتقديم الأزمات حول العالم، ومقرها بروكسل، أن هذه الهدنة ستسمح للمدنيين بالتقاط أنفاسهم وتساعد الوسطاء الدوليين على السفر إلى الخرطوم لبذل مزيد من الجهود لوقف الصراع.
لكن الأوضاع على الأرض تبدو حتى الآن سائرة في اتجاه مغاير، فالهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة لمدة 72 ساعة وأعلن الدعم السريع التزامه بها من جانب واحد تبدو غير موجودة على الأرض مع اشتداد القتال في العاصمة ومناطق أخرى في أول أيام عيد الفطر.
سيناريو الكابوس
- إن سيناريو الكابوس الذي كان كثير من السودانيين يخشونه بدأ يتحقق، فالقتال اندلع في مدن السودان وبلداته، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، حيث يخوض الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان مع قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي" معارك طاحنة، فيما حوصر ملايين المدنيين بين نيران الطرفين في وقت تنفد فيه الحاجات الأساسية بسرعة.
- توقعت المجموعة أن يتطور القتال بين الطرفين بسرعة إلى حرب أهلية طويلة الأمد، تهدد عبر المنخرطين فيها دول الجوار.
- دعت الجهات الفاعلة في الإقليم والعالم إلى مطالبة البرهان ودقلو لوقف القتال، رغم أن الاثنين يعتقدان أن بوسعهم تحقيق أهدافهما عبر ساحة المعركة.
الهدنة فرصة
- قالت إن هدنة عيد الفطر تمثل فرصة مقنعة لدعوة طرفي القتال لوقفه، بما يسمح للمدنيين بأخذ قسط من الراحة بعد أيام عاشوا فيها رعبا شديدا بسبب القتال في المناطق المدنية، فضلا عن أن الهدنة ستسمح للوسطاء الدوليين بالسفر إلى الخرطوم لعقد مفاوضات بين الطرفين.
البشير وتقسيم القوى الأمنية
- تعود جذور الأزمة بين الجيش والدعم السريع إلى سنوات خلت وتحديدا في عهد الرئيس السابق، عمر البشير، فبسبب انعدام ثقته في الجيش، الذي يمثل أقوى مؤسسة في البلاد، قسّم أجهزة الأمن لكي تتصارع فيما بينها حتى لا تهدد سلطته.
- وبمرور الزمن، تزايدت قوة الدعم السريع، فبعدما كانت مجرد ميليشيا تساعد الحكومة في إقليم دارفور المضطرب، صارت أشبه بقوات نخبة، كما زاد نفوذها في البلاد.
- وبعد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت حكم البشير في عام 2019، أصبح الجيش بحاجة إلى التعاون مع الدعم السريع.
- لكن هذا التعاون لم يكن راسخا منذ البداية، كما نبهت مجموعة الأزمات الدولية منذ فترة طويلة، فظهرت التباينات بين الطرفين خاصة بعد إجراءات الجيش في أكتوبر من عام 2021، إذ بدأ دقلو بالنأي عن البرهان شيئا فشيئا.
- تصاعدت التوترات بين الجنرالين خلال شهري فبراير ومارس الماضيين مع تنافس الطرفين لتجنيد مقاتلين جدد خاصة في دارفور التي تعد معقلا لقوات دقلو، فضلا عن أسباب أخرى مثل حديث البرهان عن تشكيل مجلس سيادة جديد في السودان وحشد "حميدتي" قوات في الخرطوم.
الضغط من أجل التفاوض
- قالت مجموعة الأزمات الدولية إنه ينبغي على الأطراف الفاعلة الضغط على الجنرالين، وتوضيح أنهما سيكونان في موقف غير جيد إن لم يلتزما بالهدنة التي ستكون بداية الحل، وإلا ستنزلق البلاد في حرب أهلية.
- أكدت أن المفاوضات الرامية للتسوية الدائمة بين الطرفين ستكون صعبة للغاية، بما يضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه.
- قالت إن المفاوضات يجب أن تعالج المسائل التي ثبت أنها أكثر تعقيدا مثل تسليم السلطة للمدنيين وتحديد جدول زمني لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، ومع ذلك ستكون الأولوية الآن لوقف القتال والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.