يعتبر رجل الدين الإسلامي "العلامة" محمد سعيد رمضان البوطي من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي وعرف في سوريا بتأييده لنظام الأسد الأب ومن بعده الابن. كما عرف بانتقاده للتظاهر، وقتل المتظاهرين في آن واحد.
ووفقا لوزارة الصحة السورية، قتل البوطي ومعه أكثر من42 شخصا في تفجير انتحاري استهدف مسجد الإيمان بحي المزرعة في العاصمة السورية دمشق في 21 مارس.
رجل الدين الكردي الأصل والذي تعود أصوله إلى جزيرة بوطان التركية، تخصص في العلوم الإسلامية، واختير شخصية العالم الإسلامي عام 2004 في دبي، وعرفه سوريون وعرب على مدى سنين بسلسلة "دراسات قرآنية " كانت تبث عبر المحطات الرسمية.
البوطي ونظام الأسد
ظهر تأييد البوطي لنظام الأسد أول مرة عندما أمّ المصلين في صلاة جنازة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وبكى أمام عدسات الكاميرا، وغدا بعدها مقربا من الرئيس بشار الأسد، وبعد انطلاق الاحتجاجات في سوريا أصبح خطيبا للمسجد الأموي في دمشق، المنصب الذي شغله سابقا الرئيس الحالي للائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب.
واتخذ البوطي من المسجد الأموي منبرا في كل جمعة للتأكيد على الرواية الرسمية التي تقول بتعرض سوريا لمؤامرة خارجية، والدعوة إلى الالتفاف حول "الجيش العربي السوري" في مواجهة من يصفهم بـ"العصابات الإرهابية المسلحة".
وانتقد خروج التظاهرات من المساجد ودعاهم إلى عدم "الانقياد وراء دعوات خارجية" وقال عبارته الشهيرة في المحتجين آنذاك "إن جباههم لا تعرف السجود"، لكنه دعا في المقابل إلى فتوى "تحرم قتل المتظاهرين".
خطيب المسجد الأموي الذي أصبحت خطبه تنقل على الفضائيات السورية لأول مرة بعد انطلاق الاحتجاجات، دافع عن الأسد مرارا ، وأغدق المدائح لمقاتلي "الجيش العربي السوري" في أكثر من مرة لدرجة أنه رفعهم في إحدى خطبه إلى "مراتب الصحابة" ودعاهم إلى "الجهاد" دفاعا عن سوريا.
هذه المواقف لطالما كانت مثار جدل وانتقاد من معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على مدى عامين من الصراع في سوريا، في الوقت الذي كانت محط تقدير من الأوساط الرسمية ومؤيدي النظام.
وفسر سوريون كثر ميل البوطي للنظام السوري بأن رجال دين سوريين بارزين من ذوي الميول السلفية كانوا وراء الدعوة إلى الاحتجاجات، في حين عرف عن البوطي ميوله إلى التصوف.
علمه ومؤلفاته
ورث البوطي علوم الدين عن والده ملا رمضان، وتلقى العلم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة.
أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق، والتحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر، وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955.
التحق في العام الذي يليه بكلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام، ثم عين معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960.
أوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965، ثم عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 ثم وكيلا لها ثم عميدا.
له أكثر من 60 كتابا تتناول مختلف القضايا الإسلامية، ويعتبر أهم من يمثل التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة ومن مؤلفاته الإسلام والعصر و"الحكم العطائية شرح وتحليل" و"كبرى اليقينيات الكونية".