مثُل زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، يوم الثلاثاء، أمام قاضي المحكمة العليا في إسبانيا، على خلفية دعاوى تتهمه بانتهاكات وجرائم ضد الإنسانية، بينما أثار دخوله في وقت سابق إلى إسبانيا من أجل العلاج، أزمة ديبلوماسية حادة بين الرباط ومدريد.
وبحسب تقارير صحفية، فإن زعيم البوليساريو مثل عن بعد أمام قاضي المحكمة، ومن المرتقب أن تُجرى له جلسة استماع ثانية، يوم الثلاثاء.
وحضر عددٌ الضحايا إلى الساحة المحاذية للمحكمة من أجل مطالبة القضاء الإسباني بالمضي قدما في محاكمة زعيم البوليساريو الذي دخل إسبانيا بجواز سفر مزور.
وجرى الاستماع إلى غالي على خلفية دعوى تتهمه بـ"الاعتقال غير القانوني والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية" من قبل فاضل بريكة، المنشق عن جبهة بوليساريو وهو حاصل على الجنسية الإسبانية يقول إنه كان ضحية تعذيب في مخيمات تندوف.
وجرى حفظ الشكوى، في وقت سابق، لكن أعيد فتحها بداية السنة الجارية، أما الملف الثاني فيعود إلى 2007.
وتم تقديم الشكوى سنة 2007 من قبل الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان بتهمة ارتكاب "مجازر إبادة” و"اغتيال" و"إرهاب" و"تعذيب" و "إخفاء" في مخيمات تندوف، بحسب المنظمة التي تتخذ من إسبانيا مقرا لها.
وقبل يوم من مثول غالي أمام المحكمة الإسبانية، أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا مطولا، انتقدت فيه موقف وتحرمات إسبانيا إزاء قضية الصحراء المغربية.
وعاتبت الرباط إسبانيا على السماح بزعيم الجبهة الانفصالية بالدخول إلى أراضيها، رغم ضلوعه في انتهاكات، في حين ظل المغرب رافضا لدعم الانفصاليين الكاتلان.
وأكدت الرباط مرارا أنه لا يمكن لإسبانيا أن تكون شريكا وصديقا للمغرب، ثم تقدم في الوقت نفسه على استضافة زعيم الانفصاليين.
وفي خضم الأزمة الديبلوماسية بين البلدين، وصل آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة الخاضع لإدارة المغرب، شمالي المغرب، وهو ما اعتبرته مدريد بمثابة "مساومة" من قبل المغرب.