دخلت تركيا، مرحلة الصمت الانتخابي، اعتبارا من الساعة السادسة من مساء السبت، عشية الانتخابات المحلية المقررة اليوم الأحد.
وقالت وكالة أنباء الأناضول: "ووفقا للمادة 49 من القانون رقم 298 الخاص بالأحكام الأساسية للانتخابات وسجلات الناخبين، فإن فترة الدعاية الانتخابية تبدأ قبل 10 أيام من موعد
الانتخابات، وتنتهي في السادسة من مساء اليوم السابق للانتخابات، حيث تبدأ فترة الصمت الانتخابي."
وأشارت الوكالة إلى أن الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون (RTÜK) في تركيا حظرت حتى الساعة 21:00 من يوم الانتخابات، أي دعاية للأحزاب على الإذاعات والقنوات التلفزيونية، وأيضا الأخبار المتعلقة بنتائج الانتخابات، باستثناء النتائج التي ستعلنها الهيئة العليا للانتخابات.
وبحسب قرار الهيئة العليا للانتخابات، يحظر بيع المشروبات الكحولية واستهلاكها في الأماكن العامة ابتداء من الساعة 06:00 من يوم الانتخابات حتى الساعة 00:00.
كما يحظر حمل السلاح لغير قوات الأمن والمكلفين بحماية الأمن العام.
معارضة منقسمة
وتترقب المعارضة التركية المنقسمة المصدومة بفعل فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالانتخابات العامة في 2023 جولة جديدة من المواجهة في الانتخابات المحلية، إذ ستحدد النتائج مستقبل رئيس بلدية إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو الذي تنعقد عليه آمالها.
وتعززت آمال المعارضة في إحداث تحول بعد نتائج الانتخابات المحلية في 2019 عندما هزمت حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان وفازت برئاسة بلدية المدينتين الرئيسيتين، إسطنبول وأنقرة، بعد 25 عاما من هيمنة الحزب والأحزاب الإسلامية التي سبقته عليهما.
وتشير استطلاعات إلى تقارب في السباق على رئاسة بلدية إسطنبول بين مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو ومرشح حزب العدالة والتنمية، الوزير السابق مراد قوروم.
وقال بيرك إيسن أستاذ العلوم السياسية بجامعة سابانجي إن فوز إمام أوغلو سيبث الروح في صفوف المعارضة.
وأضاف "إذا تمكن مرشح المعارضة من الفوز في إسطنبول، فسيكون لدى حزب المعارضة الرئيسي على الأقل القوة الكافية لتحدي أردوغان في السنوات المقبلة".
وكانت تلك رسالة أراد إمام أوغلو إيصالها.
الاقتصاد.. الرقم الأصعب في الانتخابات
ومن المرجح أن تساهم الأزمات الاقتصادية الناجمة عن التضخم الجامح في تشكيل نتائج الانتخابات، وقد تتأثر النتائج أيضا بآمال الناخبين الأكراد والإسلاميين في التغيير السياسي وتقييمهم لأداء الحكومة.
ويعاني الأتراك من ارتفاع الأسعار منذ سنوات، إذ لا يزال معدل التضخم السنوي يقترب من 70 بالمئة على الرغم من التحول الكبير في السياسة الاقتصادية بعد انتخابات العام الماضي ورفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 4150 نقطة أساس إلى 50 بالمئة.
وفي حين أن الاقتصاد سيكون أحد العوامل الحاسمة في قرارات الناخبين في جميع أنحاء البلاد، سينصب الاهتمام على إسطنبول والرسالة التي تقدمها بشأن الطريق الذي تسلكه تركيا.
وقال محمد علي كولات رئيس وحدة الأبحاث في (إم.إيه.كيه) "إذا خسر هذه الانتخابات، فإن أسطورة أكرم إمام أوغلو ستكون في ورطة كبيرة". لكن فوزه سيغير الصورة.
وتابع "سيصبح إمام أوغلو لاعبا مهما في السياسة التركية على مدى السنوات العشرين المقبلة ومن المرجح جدا أن يكون مرشحا في الانتخابات الرئاسية التالية".