وغالبا ما تحدد هذه الولاية هوية النجم القادم، والفارس الذي سيكون له شأن، فهي التي زفت باراك أوباما عام 2007، وسط ذهول المراقبين داخل أميركا وخارجها. فقد انطلق أوباما من ولاية أيوا، ولم يتوقف قطاره إلا على عتبات البيت الأبيض.

ولم يتقدم أي جمهوري حتى اليوم لمنافسة الرئيس ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري، وهذا هو العرف السائد والمتبع، إذ جرت العادة الحزبية ألا يتقدم أحد لمنافسة الرئيس، الذي يستعد لمعركة إعادة الانتخاب، عدا حالات قليلة، مثلما حدث في عام 1980، عندما ترشح السيناتور الديمقراطي، تيد كينيدي، ونافس الرئيس حينها، الديمقراطي جيمي كارتر، على ترشيح الحزب.

ولذا يصح القول إن ترامب هو المرشح الجمهوري، وبالتالي ستكون الانتخابات التمهيدية القادمة هي معركة الديمقراطيين، إذ يترشح عدد كبير منهم، يتقدمهم نائب الرئيس أوباما، جوزيف بايدن، ومعه مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب وحكام الولايات، وكل مرشح يطمح في أن يكون الجواد، الذي سيطيح بترامب في الانتخابات الرئاسية التاريخية في 2020، وغالبا ما تكون الانتخابات التمهيدية شرسة للغاية، وقد شاهدنا شئيا من ذلك حتى قبل بدئها.

الحالة السياسية في أميركا تمر بمراحل صعود النجوم واختفائها، في كلا الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري، فأحيانا يكون هناك وفرة في المرشحين النجوم، وتارة أخرى، يفشل الحزب في تقديم نجم لامع، وسياسي من عيار ثقيل، إذ تكون خياراته محدودة.

ففي انتخابات الرئاسة لعام 1980، كان هناك زخم في النجوم لدى الحزب الجمهوري، إذ ترشح رونالد ريجان، صاحب الكاريزما القوية، والخطيب المفوة، والحاكم السابق لواحدة من أهم الولايات، أي كاليفورنيا، ونافسه على الترشح، السياسي البارز أيضا، جورج بوش الأب، سليل أسرة آل بوش، الذي تقلد مناصب سياسية كبرى ومهمة، أبرزها منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA.

ومثل ذلك، عندما قدم الحزب الديمقراطي النجم الشاب الصاعد، بيل كلينتون، في انتخابات 1992، ثم قدم مفاجأة العصر، باراك أوباما، في انتخابات 2008، أما اليوم، فالديمقراطيون في حالة فقر شديد، فأبرز مرشحيهم، جو بايدن، في نهاية السبعينات من عمره، ولا يملك المؤهلات التقليدية اللازمة لمنصب الرئيس.

وذات الشيء ينطبق على بيرني ساندرز، اليساري الطاعن في السن، وحتى عضوة مجلس الشيوخ، إليزابيث وارن، وإن كان نجمها صعد مؤخرا، إلا أنها لا تملك المواصفات اللازمة لإزاحة رئيس شعبوي مثل ترامب.

والخلاصة هي أن الديمقراطيين بحاجة لسياسي من عيار ثقيل، من طراز بيل كلينتون، لإزاحة ترامب في 2020، وهذا ما لا يتوفر لهم حاليا، فهم في أسوأ مراحل الفقر السياسي.