على مدى أشهر عاشت فنزويلا على وقع اضطرابات واحتجاجات، بسبب ركود اقتصادي غير مسبوق تشهده الدولة الغنية بالنفط، في أكبر أزمة تواجه الرئيس نيكولاس مادورو منذ توليه الحكم.

لكن الأزمة وصلت إلى ذروتها فيما يبدو، السبت، حيث استيقظ سكان العاصمة كراكاس على مشهد الشوارع المليئة بالحطام بعد اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.

وأغلق المحتجون الشوارع في محاولة أخيرة لمنع التصويت على تشكيل جمعية تأسيسية، يقول معارضو مادورو إنها ستتيح للزعيم الاشتراكي إحكام قبضته على السلطة.

وخلال الشهور الأربع الماضية، شهدت فنزويلا احتجاجات ضد مادورو تطورت إلى مواجهات مع قوات الأمن، خلفت أكثر من 110 قتلى.

وقال عضو الكونغرس من المعارضة فريدي غيفارا، في حسابه على "تويتر": "ابقوا على حواجز الطرق حتى الغد وعلى الجميع النزول للشوارع يوم الأحد للمطالبة بعملية انتقالية في فنزويلا".

ومن أمام أحد الحواجز الأمنية، قالت مرغريتا لوبيز، وهي مساعدة طبيب في كراكاس، لـ"رويترز": "لن أذهب للإدلاء بصوتي الأحد. سأبقى في منزلي أشاهد مسلسلا تلفزيونيا ثم سأخرج بالطبع للانضمام للاحتجاجات. ربما لا يكون تصرفا صحيحا لكن أصواتنا يجب أن تسمع".

وحظرت الحكومة الاحتجاجات من الجمعة حتى الثلاثاء، لكن المعارض البارز إنريكي كابريليس طالب أنصاره بتنظيم احتجاجات على امتداد الطرق الرئيسية في البلاد الأحد.

ووسط مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية خلال الأيام المقبلة، أقبل سكان العاصمة على شراء احتياجاتهم من المواد الغذائية خشية شحها أو صعوبة التحرك في الشوارع في المستقبل القريب، مما أدى إلى زيادة الضغط على المتاجر.

وقال نيستور إسكالانتي (50 عاما) لـ"رويترز" من أمام أحد المتاجر في كراكاس: "الناس مضطرون لشراء احتياجاتهم من متاجر البقالة حينما يستطيعون ذلك. لا نعرف ما إذا كنا سنستطيع مواصلة الشراء يوم الاثنين".

وأضاف: "استخدم مدخراتي لضمان توافر الطعام في المنزل".

ومن بين 6120 مرشحا لانتخابات الأحد لتشكيل جمعية تأسيسية مؤلفة من 545 عضوا، لا يوجد أي ممثل للمعارضة الفنزويلية التي تقاطع ما تصفه بأنه "اقتراع مزور يهدف لترسيخ الدكتاتورية".

ويقول منتقدون إن مادورو ليس مهتما بإعادة صياغة الدستور الذي يوفر حاليا سلطات واسعة للسلطة التنفيذية، لكنه مهتم باكتساب صلاحيات شبه مطلقة من خلال مجلس تشريعي جديد هو الجمعية التأسيسية.