حالة من التخبط على المستوى الحكومي والإعلامي شهدتها تركيا بعد الهجوم الدامي على الملهى الليلي في إسطنبول في ليلة رأس السنة، الذي خلف 39 قتيلا وأصيب 65 آخرون.

فالجهات الرسمية التركية تعلن من وقت لآخر عن كشف هوية منفذ الهجوم، إلا أنها حتى الآن لم تستطع أن تحدد بدقة جنسية وشخصية المنفذ، الذي بات يشكل لغزا كبيرا.

وينضم إلى حالة الجدل والتخبط، نائب رئيس الوزراء، ويسي قايناق، الذي قال الخميس إنه يرجح أن المهاجم من أقلية الويغور المسلمة، وأن تركيا حددت أماكن وجوده المحتملة وصلاته.

وتصريحات قايناق تزيد من تعقيد الأمور بالنسبة لهوية المهاجم، بعد أن كانت تقارير إعلامية تركية ذكرت أن المهاجم قد يكون من الويغور وربما يكون من قرغيزستان.

وقال قايناق في مقابلة مع تلفزيون "الخبر" إنه لا يستطيع استبعاد احتمال هروب المهاجم إلى الخارج، لكنه رجح أن تأتي العمليات داخل تركيا بنتيجة.

والأربعاء، كان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال إن تركيا حددت هوية منفذ الهجوم الذي تبناه داعش، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى عن المسلح ولم يذكر المسؤولون الأتراك اسمه.

وكانت وسائل الإعلام التركية قد شملها التخبط من جراء البيانات المختلفة التي تصدر والروايات المتضاربة التي يدلي بها الناجون من الحادث.

وفي حين تحدث بعض الشهود عن وجود 3 أفراد بينهم سيدة قاموا بتنفيذ العملية، رصدت كاميرات رجلا واحدا فقط وهو يطلق الرصاص على رواد ملهى رينا.

ويقول الباحث في الشؤون التركية، أوكتاي يلماز، لـ"سكاي نيوز عربية" إن الحكومة مسؤولة عن حالة التخبط، مشيرا إلى أن المهاجم يبدو من أصل إيغوري من شرقي الصين.

ويرى مراقبون أن العملية الإرهابية الأخيرة في إسطنبول كشفت عن وجود قصور أمنى واستخباراتي كبير في الجهات الأمنية التركية، وقد يكون ذلك من تبعات انقلاب يوليو الماضي وإحالة عدد كبير من الضباط وأفراد الأمن إلى التقاعد بحجة ولائهم لجماعة فتح الله غولن.

اعتقالات على خلفية هجوم إسطنبول

وبالنظر إلى رصد التخبط الذي حدث لوسائل الإعلام التركية، نجد مثالا على ذلك أنه في الأول من يناير نشر موقع تركي، صورا قال إنها تعود للمسلح الذي نفذ الهجوم على الملهى الليلي، وادعى الموقع أنه حصل على الصور من مصادر خاصة، لكنه لم يكشف عن هويتها.

وكانت ادعاءات الموقع كاذبة، وجاء الرد من صاحب الصور نفسها، حيث ذهب إلى قسم الشرطة في منطقة "زيتن بورنو"، وقدم بلاغا ضد المواقع الإخبارية، وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تداولت صوره على أنه المجرم، وفقا لما ذكرته صحيفة "يني شفق" التركية.

وأضافت الصحيفة أن مديرية الأمن أجرت تحرياتها بشأن الشخص، وتبين أنه مواطن كازاخستاني أتى إلى تركيا بغرض التجارة، والتقطت الصور له أثناء وجوده في المطار.

تركيا: تحديد هوية منفذ هجوم إسطنبول