طالب زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر مقاتليه في أفغانستان بـ"تقليص هجماتهم المسلحة ضد القوات الأجنبية"، على ضوء المحادثات التي تعقدها الولايات المتحدة مع الحركة في قطر.

وأرسل الملا عمر رسالة سرية إلى القيادات الميدانية في طالبان- حصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منها - تؤكد رغبته في أن يخوض تنظيمه مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميريكية في قطر.

وأشار عمر في رسالته إلى أن انتظار النتائج النهائية للمفاوضات تسبب فيما اعتبره "تراجع عمليات طالبان في أفغانستان".

"أجبر كفاح حركة طالبان الإسلامية الولايات المتحدة الأميركية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقريبا سيتلقى المجاهدون أخبارا سعيدة" يقول الملا عمر في مقتطف من رسالته.

وفي اتصال لـ"سكاي نيوز عربية" مع مسؤول من حركة طالبان للتعليق على مضامين الرسالة المسربة، نفى المسؤول علاقة الملا عمر بتلك الوثيقة.

وأضاف: "إنها دعاية تسوقها الدول الغربية وأجهزة مخابراتها لإضعاف معنويات مقاتلي الحركة، لكن ذلك لن يحد من إصرار طالبان على الاستمرار في القتال حتى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد".

في المقابل، أكد الحزب الإسلامي الأفغاني، ثاني تنظيم مسلح في أفغانستان والذي يتزعمه غلبدين حكمتيار، خوضه مفاوضات سلام مع الولايات المتحدة الأميركية.

وكان المفاوض الرئيسي للحزب غيرت بهير أكد في مقابلة حصرية سابقة مع "سكاي نيوز عربية" أن تيار حكمتيار يعقد لقاءات مباشرة مع مسؤولين في الإدارة الأميركية.

ومن جهة أخرى، قال مسؤولون أفغان حاليون وسابقون إن جهود إبرام اتفاق يحكم الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بعد الانسحاب المقرر للقوات الأميركية في عام 2014 تشهد تعثرا.

وقال المسؤولون إن العقبات تتضمن خلافات بشأن نقل إدارة السجون الخاضعة لإدارة أميركية، والخلافات الداخلية في الدائرة المقربة من الرئيس الأفغاني والتي دفعت أحد أبرز مستشاري الرئيس إلى التهديد بالاستقالة.

وقال داوود مراديان، المستشار السابق لشؤون السياسة الخارجية، يوم الاثنين إن اتفاق الشراكة الإستراتيجية ربما لن يكون جاهزا في قمة الناتو المقررة في شهر مايو.

وتحدث المسؤول الثاني بشرط عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المفاوضات.

وقال جافين صندول، وهو متحدث باسم السفارة الأميركية، إن الولايات المتحدة تقول دائما إن الأهم من التوصل إلى اتفاق هو التوصل إلى الاتفاق الصحيح.