تحقق الشرطة البريطانية مع مؤسسة خيرية، وسط مخاوف من أن مئات الجنيهات الإسترلينية التي جمعتها المؤسسة من أطفال مدرسة ابتدائية تم إرسالها إلى تنظيم داعش ومقاتلي تنظيم القاعدة في سوريا.

وقد كشف تحقيق أجرته صحيفة "صنداي تايمز"، مؤخرا، أن 6 تلاميذ من المرحلة الابتدائية ممن باعوا "كعكا" لتمويل "الجمعية الخيرية الإسلامية"، ليسوا على علم بصلتها بـ"الإرهاب".

أحد المتطوعين بالجمعية هو البريطاني ماركوس سولاك، الذي اعتقل في منزل مملوك لمتطرفين من داعش في تركيا، ويعتقد أنه أحد أعضاء ما يسمى بعصابة "البيتلز" لقطع الرؤوس التابعة للمتطرف جون.

وكان سولاك، وقت القبض عليه، بصحبة آين ديفيس، المتهم بالتخطيط لهجمات إرهابية في اسطنبول، فضلا عن كونه شخصية بارزة في داعش.

ووفقا لصحيفة "صنداي تايمز" فإن استغلال أطفال بين الـ 10 والـ 11 عاما لتمويل الإرهاب يشير إلى خطورة ما يمكن أن يصل إليه الإرهابيون مقابل تحقيق أهدافهم، كما أنه يثير تساؤلات جديدة بشأن التدقيق في الجمعيات الخيرية العاملة في سوريا.

وكانت الشرطة حققت مع هذه الجمعية لمدة ثلاث سنوات ونصف، لكنها لا تزال تعمل وتعزز من رفع مساعداتها بقيمة أكثر من مليون جنيه إسترليني، فيما لا يوجد أي دليل على أن أيا من الأموال التي تجمعها انتهى بها المطاف في أيدي الإرهابيين.

وظهرت هذه الجمعية تحت المجهر، للمرة الأولى، في ديسمبر عام 2012، عندما ضبطت شرطة كينت أكثر من 40 ألف جنيه إسترليني، ودولارات، وعملات باليورو بصحبة أعضائها بينما كانوا متوجهين إلى سوريا.

ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" أن سولاك، 32 عاما، كان واحدا من المتطوعين الرئيسيين للجماعة في ذلك الوقت، وكان قد تمكن من جمع أكثر من 1400 جنيه إسترليني من تلاميذ وأولياء أمور في مدرسة ابتدائية في كلابتون، شرق لندن.

وكان سولاك، الذي يعرف أيضا باسم دنيز، يتمتع بشعبية بسبب عمله في متجر ناجح، يمتلكه والده، للمواد الغذائية في كلابتون.

ويعد المتجر، المسمى بـ"النخيل 2"، ملاذا لمحبي موسيقى الجاز والليبراليين من الطبقة المتوسطة في المنطقة الذين لاحظوا أن سولاك يجمع أموالا من أجل سوريا لصالح جمعية خيرية.

والعديد من عملاء متجر والد سولاك لديهم أطفال بالمدرسة المجاورة للمتجر، حيث طُلب من التلاميذ الصغار "مساعدة الآخرين الأقل حظا منهم".

وعلق المعلم بذات المدرسة جين بيتسورث على ذلك التورط، قائلا: "كان لدينا أطفال راغبين في مساعدة الأطفال في سوريا، أعطينا المال بحسن نية، وجميع المبيعات (الكعك) ومجموعات جمع الأموال كانت خارج الساعات المدرسية".