تعاني القوميات في إيران من التهميش وعدم التكافؤ في الفرص والتمييز القومي في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ويبدو جليا للمراقبين للشأن الإيراني، أن القومية الفارسية تهيمن على النظام وتصنع قراراته بعيدا عن المشاركة مع القوميات الأخرى.

وتئن الأقليات العرقية في إيران، التي تشمل العرب الأحوازيين والأذربيجانيين والبلوش والكرد والتركمان، من التمييز في القانون والممارسة على السواء.

وبحسب الإحصائيات فإن الفرس يشكلون من 30 إلى 40 في المئة من عدد سكان البلاد، أما الأذريون فتتراوح نسبتهم بين 25 في المئة، و30 في المئة.

في حين تصل نسبة العرب من 8 إلى 10 في المئة، أما الأكراد فتتراوح نسبتهم من 8 إلى 10 في المئة، والبلوش من 3 إلى 4 في المئة، أما قوميات اللور والتركمان والبختياري والأرمن فلا تتجاوز نسبتهم في إيران الواحد في المائة.

ويبقى استخدام لغات الأقليات في المكاتب الحكومية وفي التعليم في المدارس محظورا، إذ يواجه النشطاء، الذين يناضلون من أجل حقوق الأقليات الكثير من التهديدات والاعتقال والسجن.

ويعانون أيضا من القيود المفروضة على الحركة والحرمان من الحقوق المدنية الأخرى، ويندرج هذا النمط في سياق القمع المنهجي الواسع والمعمم لمعظم أشكال المعارضة على سياسات الحكومة.

وأدى قمع الحركة الإصلاحية وإحباط الشعوب غير الفارسية بسبب عدم تطبيق المواد الدستورية الخاصة بالقوميات، إلى أن تتجه أطياف من حركة الشعوب نحو التطرف.

كما لم تتمكن الحركة الخضراء التخفيف من الإحباط الذي اعترى الشعوب غير الفارسية، على الرغم من التجاوب الذي أبدته أطياف من الشعوب غير الفارسية مع الحركة الخضراء.

غير أن عدم شفافية قيادات الحركة الخضراء في تبني المطالب التاريخية للشعوب غير الفارسية أفضى إلى انحسار هذه الحركة فعليا في طهران وبعض المدن المركزية الأخرى.

الأقليات بإيران تعاني من التهميش