نجحت "سكاي نيوز" البريطانية في اختراق تنظيم الدولة المتشدد، عبر شبكة وهمية، لتكشف عن مخطط لاغتيال الملكة إليزابيث، خلال إحياء الذكرى 70 للانتصار في الحرب العالمة الثانية في 15 أغسطس.

ووفقا للتقرير المنشور على الموقع الإلكتروني لـ"سكاي نيوز"، فإن عملية التواصل مع عنصرين في داعش، مهمتهما تجنيد بريطانيين لتنفيذ هجمات في المملكة المتحدة، استمرت لأربعة أشهر عبر الإنترنت.

وقاد عملية اختراق التنظيم المتشدد الصحفي، ستيوارت رامسي، الذي كلّف متعاونا بإدارة عملية التواصل عبر تويتر وخدمات إلكترونية أخرى مع جنيد حسين وزوجته سالي جونز (وكنيتها أم حسين) في الرقة بسوريا.

وأقدم المتعاون على ابتداع حسابات وهمية تخوله خداع الزوجين، وإيهامهما بأنهما يتواصلان مع مجموعة من الأشخاص المستعدين لتنفيذ مهمة اغتيال الملكة إليزابيث، وشن هجمات أخرى في بريطانيا.

وكشف التقرير أن حسين، البالغ من العمر 21 عاما، المتحدر من برمنغهام في إنجلترا، مهمته تجنيد بريطانيين للعمل لحساب المتشددين، وذلك عبر الإنترنت مستعينا بخبرته في مجال القرصنة الإلكترونية.

وحين اكتشف حسين، الذي يرجح أنه قتل في وقت لاحق بغارة لطائرة "درون" أميركية على الرقة معقل داعش، أنه يتواصل مع امرأة، اقترح أن تتم عملية التواصل مع زوجته سالي جونز المتحدرة من شاتهام، بمقاطعة كنت.

وأرسلت جونز، التي تتولى مهمة تجنيد بريطانيات، إلى عميلة "سكاي نيوز" الوهمية، عبر الإنترنت، دليلا يشرح كيفية صناعة القنابل والمتفجرات،، وكشفت لها أن إحدى المواليات لداعش في غلاسكو جاهزة لشن هجمات.

وشددت جونز، في سياق الحديث عن الأهداف المحتملة، على العائلة المالكة، وتاريخ 15 أغسطس الذي يشهد احتفالات نهاية الحرب العالمية الثانية بإعلان اليابان استسلامها أمام الحلفاء.

وقال التقرير إن "سكاي نيوز" اتصلت بجهاز مكافحة الإرهاب، حين أكدت جونز وجود 3 عناصر في بريطانيا جاهزين لشن هجمات، مضيفة أن الجهاز طلب استمرار عملية التواصل مع العناصر المتشددة في سوريا.

وبالتوازي مع شبكة التواصل الإلكترونية، عمد رامسي إلى محاولة استطلاع رأي مصادر مقربة من داعش في سوريا وتركيا بشأن تغيير استراتيجية المتشددين على صعيد عمليات التجنيد في أوروبا، وخاصة بريطانيا.

وبعد زيارة لتركيا، حيث نجح في لقاء أحد قادة التنظيم السابقين رغم التضييق من قبل أجهزة الأمن التركية، تبين لرامسي أن داعش غير من سياسته التي كانت تدعو أنصاره في أوروبا إلى القدوم إلى الرقة.

إذ يعمد داعش على تحريض من ينجح في تجنيدهم في الدول الأوروبية على البقاء في بلادهم، وشن هجمات "في الداخل"، الأمر الذي يكشف عن الخطر الذي يتهدد أوروبا، رغم الجهود الأمنية الرامية للتصدي "للإرهاب".