يملك حزب العمال الكردستاني تأثيرا كبيرا في الأوساط الكردية في تركيا وسوريا، إذ خاض صراعا مريرا مع الجيش التركي في الثماننيات والتسعينيات من القرن الماضي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

وفي مارس 2013 أعلن حزب العمال الكردستاني رسميا وقفا لإطلاق النار مع تركيا، وذلك في أعقاب الدعوة التي وجهها زعيمه عبد الله أوجلان لإنهاء النزاع المسلح من أجل حكم ذاتي للأكراد.

لكن تبني الحزب لقتل ضابطي شرطة تركيين في محافظة شانلي أورفا جنوبي البلاد يوضح أن الطريق نحو السلام ما تزال تكتنفه الكثير من الصعوبات، مع وجود تقارير تشير إلى عدم سيطرة أوجلان على كافة قرارات الحزب.

وكان الحزب قد تأسس في 27 نوفمبر 1978 بطريقة سرية على يد عدد من الطلاب الماركسيين الأكراد، بينهم عبد الله أوجلان الذي اختير رئيسا للحزب.

ويتبع هذا الحزب عدة أحزاب هي حزب الحياة الحرة الكردستاني في "كردستان إيران" وحزب الاتحاد الديمقراطي في "كردستان السورية" وحزب الحل الديمقراطي الكردستاني في كردستان العراق.

وقد جرى تصنيف هذا الحزب الذي يعرف اختصارا باسم " PPK"، على أنه منظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا ودول أخرى.

ولا يزال أوجلان، المسجون حاليا في تركيا، يتزعم الحزب وكانت مفاوضات السلام تجري معه في محبسه رغم صدور حكم بالإعدام عليه.

ويتوزع الوجود الحزبي للعمال، الذين يحمل بعضهم السلاح حتى قبل ظهور داعش، في كل من تركيا وسوريا والعراق وإيران، بهدف إنشاء مناطق حكم ذاتي على أمل تحقيق الدولة المستلقة عندما تسمح الظروف الدولية بذلك.

ويبدو أن الحزب بفرعه السوري (pyd) نجح في إقامة 3 مناطق حكم إداري (كانتونات) في الحسكة وكوباني وعفرين وهي مناطق ذات أغلبية كردية في سوريا.

مصالحة في تركيا.. وحرب بسوريا

في 2013، تمت المصالحة بين الحكومة التركية وحزب أوجلان  الذي دعا إلى سحب مقاتليه من تركيا إلى شمال العراق مقابل تحسين حقوق السكان الأكراد في تركيا، إلا أن التطورات في المنطقة يبدو أنها قد غيرت قواعد الاتفاق بشكل غير مباشر.

فالقوات الكردية الموالية لحزب العمال في سوريا تصدت لتنظيم الدولة الذي هاجم بعض مناطقهم بل وامتدت لتتمكن من السيطرة على مناطق أخرى ليست خاضعة لهم، وهو ما أثار حفيظة الدولة التركية، ومخاوف من نشوء "حزام كردي" على حدودها الجنوبية يهدد "أمنها القومي".

ومع فوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بنتيجة غير مسبوقة في الانتخابات التركية، صعدت طموحات الأكراد كثيرا لتضرب بجذورها في التمثيل السياسي بالدولة التي وقفت لهم بالمرصاد لعدة عقود.

وهذا الأسبوع شهدت بلدة سروج الكردية التركية، القريبة من الحدود السورية، هجوما إرهابيا استهدف مركز ثقافيا كرديا ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من النشطاء الأكراد الين كانوا مجتمعين في المركز وقت وقوع الهجوم.

وقد حمَل حزب العمال الكردستاني حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، المسؤولية عن التفجير، متهما إياه بدعم تنظيم الدولة ضد الأكراد.

وفي نفس السياق قال صلاح الدين دمرداش إن يجب على الأكراد أن يتحملوا مسؤولية الدفاع عن مناطقهم قبل أن يستدرك قائلا أنه لا يدعو إلى حمل السلاح.

ويرى خبراء أن الأيام القادمة قد تحمل مزيدا من التوترات قد تؤدي إلى عودة الصراع الدموي بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، وهو أمر يخشاه الكثير من الأكراد واالأتراك على حد سواء.